عرب لندن - لندن
اعترف بوريس جونسون بداية الشهر الجاري بلقاء عميل الاستخبارات الروسية، ألكسندر ليبيديف وذلك خلال جلسة استجواب من قبل النواب رؤساء اللجان المتخصصة في البرلمان.
وعلى الرغم من اعترافه بحدوث اللقاء في إيطاليا دون حضور أي مسؤولين آخرين، إلا أنه امتنع عن الكشف عن مزيد من التفاصيل.
واكتفى جونسون الذي كان وزير خارجية حينها، بالكشف أنه توجه من اجتماع الناتو في بروكسل إلى بروغيا في إيطاليا، حيث التقى بليبيديف في قلعة يملكها نجله عام 2018.
وحينما سألت النائبة عن حزب العمال، ميغ هيللير، إن كان جونسون أبلغ مسؤولي وزارة الخارجية باللقاء، قال "أظن أنني ذكرت الموضوع"
وقال جونسون حينها أن اللقاء كان "شخصيا" مشيرا إلى أنه سيقدم المزيد من التفاصيل في رسالة رسمية.
وقام جونسون بإرسال الرسالة التي وعد بها مؤخرا إلى اللجنة مؤكدا فيها أن الحدث يعود لأبريل 2018، وأنه كان حدثا "اجتماعيا شخصيا" في منزل إيفجيني ليبيديف، نجل ألكسندر، وكشف أنه مكث هناك طوال الليل.
وأضاف: "على حد علمي، لم تتم مناقشة أي عمل حكومي".
وقال جونسون أن المسؤولين كانوا على "علم مسبق" باللقاء غير الرسمي، مؤكدا أن زيارته كانت تتماشى مع "البروتوكولات الأمنية" لوزراء الخارجية المتعاقبين في المملكة.
وتابع: "ليس من المعتاد أن يرافقني موظفو الخدمة المدنية أو موظفو الأمن في مثل هذه المناسبات الاجتماعية الخاصة."
وأشار جونسون أن على الوزراء إبلاغ الخارجية بالمحتويات المهمة في حال وجدوا أنفسهم يخوضون نقاشات حول الشؤون الرسمية خلال المناسبات غير الرسمية، لكن ذلك لم يكن ضروريا في حالته لأن الحديث لم يتناول هذا الجانب.
وبدورها، قالت النائبة العمالية، أنجيلا راينر أن الرسالة التي قدمها جونسون أثارت المزيد من الأسئلة حول طبيعة اللقاء، متهمة إياه بتعريض حياة الناس "للخطر" بسبب عدم اكتراثه.
وأوضحت راينر أن "بوريس جونسون ادعى أن الاجتماع لم يكن مُرتبًا له لكنه قال أيضًا أن المسؤولين قد أُبلغوا مسبقًا به."
وأضافت: "تشير هذه الرسالة إلى أن رئيس الوزراء لديه ما يخفيه."
وتابعت: "بصفته وزيرا للخارجية ، فإن عدم اكتراث بوريس جونسون للكلمات التي يتفوه بها يعرض الناس للخطر."
وكشف حزب العمال أن اللقاء حدث في ذروة فضيحة التسميم المزعوم في سالزبوري لرجل الاستخبارات الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته، مما أثار التساؤلات حول "التوقيت" الذي اعتبره البعض أكثر من مجرد صدفة.
ومن جهة أخرى، فإن علاقة جونسون بابن ألكسندر، يفجيني تعد محل جدل أيضاً، إذ تجري لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان تحقيقاً في تعيين بوريس جونسون يفجيني ليبيديف في مجلس اللوردات، على الرغم من الشكوك التي أثارتها الاستخبارات الداخلية البريطانية (أم أي 5) في شأن ماضي والده مع "كيه جي بي".