عرب لندن - لندن
وجدت دراسة أن التوزيع غير المتناسب للمسلمين في سوق العمل البريطاني ليس له علاقة بالممارسات الاجتماعية والثقافية والدينية.
وعلى الرغم من تأكيد البحث الذي نشر في مجلة "Ethnic and Racial Studies" ونقلت "الغارديان" نتائجه، بأن هناك ما يسمى "بضريبة الإسلام" في سوق العمل، إلا أنه رفض الاقتراحات السابقة بأنها مرتبطة بالممارسات الاجتماعية.
وتوصل البحث إلى أن احتمالية البطالة بين الرجل والنساء المسلمين كانت أعلى بكثير من نظرائهم المسيحيين البيض، بناء على العمر ومكان الإقامة والتعليم وعدد الأطفال. وقام معد الدراسة بعد ذلك بإضافة عوامل أخرى مثل التدين والمواقف تجاه الجنس الآخر والمشاركة المدنية، ليجد أن هذه العوامل كان تأثرها "طفيف".
وقال سمير السويداء متولي، وهو قائد البحث من جامعة بريستول: "تقدم النتائج دليل ضد الرأي الذي يرى بأن نتائج التوظيف غير المتناسبة للمسلمين في بريطانيا ترجع إلى ما يسمى بالمواقف الاجتماعية والثقافية."
وأضاف: "وفي خطوة تعد تحديا لهذه الرواية التي تثير إشكالية حول عقيدة المسلمين، فإن الدراسة تدعم الأدلة من التجارب الميدانية التي تظهر التمييز ضد المسلمين وبأن إسلامهم يعد عائقا كبيرا يحول دون الوصول إلى سوق العمل."
وحللت الدراسة بيانات ممتدة على مدار 10 سنوات لحوالي 100 ألف شخص من 40 ألف أسرة.
وطرح جامعو البيانات أسئلة على المشاركين حول قوة معتقداتهم الدينية، وكونهم مشاركين في منظمات مجتمعية وإذا ما كانوا يتفقون مع العبارة التي تقول "على الزوج كسب المال، وعلى الزوجة البقاء في المنزل"، مما مكن معد الدراسة من التوصل لإجابة حول ما إذا كانت بعض المواقف الاجتماعية والدينية مرتبطة بارتفاع خطر البطالة.
وبالإجابة على هذه الأسئلة، توصل متولي إلى أن المتغيرات الاجتماعية والثقافية والكفاءة اللغوية والروابط الاجتماعية بين الأعراق، لا تعد مبررا لعدم مشاركة المسلمين في سوق العمل ومعدل البطالة بينهم.
ووجدت الدراسة أيضا أن الأصول العرقية أو الفكرة تجاه الإسلام قد تكون عوامل مهمة. وفي حين أن خطر البطالة بين المسلمين البريطانيين البيض والمسيحيين البريطانيين البيض لم يكن بالكبير، فإن الرجال العرب اللادينيين أظهروا احتمالية أكبر للتعرض للبطالة.
وخلص متولي إلى أن هذه النتائج تدل على أن التصور المجتمعي للإسلام يعد عاملا أكثر أهمية من الارتباط الفعلي بالدين فيما يتعلق بتوقع نتائج عدم تكافؤ الفرص.
وأضاف: "هذا يعني بأن فهم أن الإسلاموفوبيا أمر متعدد الأبعاد، ويتعلق باللون والدين والثقافة وبلد المنشأ، مع كون أي من هذه الأبعاد لوحده أمر كاف للتعرض للتحيز، هو أمر ضروري لأي استراتيجية تسعى للتخفيف من هذه التفاوتات".
وبحسب الدراسة، فإن الرجال الذين ينتمون لأصول كاريبية وعرق أسود، أكثر عرضة للبطالة، فيما احتمالية تعرض النساء الباكستانيات لخطر البطالة أعلى من بقية النساء في البلاد.