عرب لندن 

 

شرح وزير التعليم البريطاني ناظم الزهاوي ذو الأصول العراقية الطريقة التي فر بها من العراق مع عائلته عندما كان طفلاً في الحادية عشر من عمره، وقال: "ذات ليلة في كانون الأول (ديسمبر) 1977، عندما كان صدام حسين نائباً لرئيس العراق، أُبلغ والدي أن الشرطة السرية لصدام كانت تلاحقه".

وأضاف: "وقرر والدي الكردي الذي كان يعمل في بغداد، المغادرة على الفور..واتصل بالمكتب ليقول إنه كان مسافرًا إلى شمال البلاد للعمل وشرع بسرعة في هروبه".

وبحسب مجلة "The Spectator" أشار الزهاوي إلى أنه وبالفعل جاءت المباحث البعثية من أجل والده في تلك الليلة، وقال: "إلا أنه وبحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى منزله، كان والدي في مطار بغداد الدولي ومعه تذكرة سفر إلى لندن، وكنا معه أنا وأمي وأختي".

وأوضح الزهاوي أنه كان ينظر إلى والده عندما اعترض الجيش الطائرة. وقال الزهاوي: "قبل إقلاع الطائرة مباشرة، توجهت شاحنة عسكرية إلى الطائرة.. شعرنا جميعًا بالرعب". وأضاف: "كنا مقتنعين بأنهم سينزلون أبي من الطائرة، لكنهم أنزلوا رجلا آخر، كان الرجل الجالس خلف والدي". 

وبعد فترة من هروب والد الزهاوي التقى أفراد العائلة في لندن. وذكر الزهاوي أنه الآن وبعد كل هذه السنين عندما يقف أمام المرآة، يصاب بالصدمة، وقال: "أشعر أنه يجب أن أقرص نفسي.. لأتأكد أنني هنا.. كيف انتهى المطاف بصبي من العراق في سن الحادية عشرة دون أن يتكلم بالإنجليزية، ليصبح  وزيراً للتعليم؟"

وفي وصف المرحلة الثانية من رحلة الفرار إلى لندن قال الزهاوي: "عند لم شمل الأسرة في لندن، وجدت أنه "من الصعب حقًا" الاندماج.. فأنا  لا أستطيع التحدث باللغة، كنت أجلس وأختبئ في الجزء الخلفي من الفصل".

ومن ثم التحق الزهاوي بمدرسة هولاند بارك الشاملة في غرب لندن. وتعرض الزهاويي حينها للعديد من المضايقات من قبل زملائه في المدرسة، وقال: "في تلك المرحلة كنت أفكر: أين أنا؟ كان الأمر مروعًا".

وأضاف: "كلما أنظر إلى الوراء.. أقول كم كنت محظوظًا.. لدي أبناء عمومة من الدرجة الثانية، انتهى بهم الأمر على خط المواجهة في الحرب العراقية الإيرانية، ودمرت حياتهم تمامًا".

واستطاع الزهاوي تعلم اللغة وإتقانها خلال 8 أشهر". ومن ثم درس الزهاوي في أهم جامعات لندن.  وكان الزهاوي أول شخص ينحدر من عشيرة كردية عراقية يتمكن من الدخول للبرلمان البريطاني في عام 2010 عن حزب المحافظين في دائرة "ستراتفورد أون آيفون".

وعين الزهاوي وزيراً للقاحات في 2020، قبل أن يصبح الآن وزيراً للتعليم البريطاني.




 

السابق بالفيديو: سياسية إيرلندية تتهم البرلمان الأوروبي بعدم المصداقية
التالي رئيس أوكرانيا: "روسيا بدأت تتصرف كداعش.. بعد اختطافها لرئيس البلدية الأوكراني"