عرب لندن

أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه عازم على التمسك بالسلطة، وأن أعداءه في حزب المحافظين يحتاجون إلى كتيبة مدرعات لإخراجه من 10 داونينغ ستريت، وسط تحضيرات نواب لنزع الثقة منه بالبرلمان.

ونقلت صحيفة “صاندي تايمز” في تقرير أعده كل من كارولين ويلر وتيم شيبمان أن أصدقاء رئيس الوزراء يتحدثون عن أن تصميم جونسون على البقاء في منصبه “أكد بوضوح أن عليهم إرسال فرقة بانزر (أهم فرقة في الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية) لإخراجه من هناك”.

مع أن المسؤولين في مقر الحكومة يعتقدون أن جونسون بات في “محور الخطر”، حيث سيتم تخطي عتبة الرسائل 54 لرئيس لجنة 1922 والداعية لعقد جلسة سحب الثقة من جونسون. وتقول مجموعة الانضباط التي نشرها جونسون في حزبه إن عدد الرسائل المقدمة حتى الآن، وصل إلى 35 وإنها قد تصل إلى 45 لكن بعض النواب يعتقدون أنها قد تتخطى الخمسين. وتحول بعض الموالين لجونسون ضد وزير الخزانة ريشي سوناك وطالبوا بعزله لأنه أظهر عدم ولاء لجونسون.

ورغم تصميم الأخير، إلا أن زوجته كاري باتت قلقة من الضغط عليها وزوجها والأولاد بدرجة صارت ترى أن من الأفضل لو استقال. وسيزداد الضغط عليها بعد صدور كتاب دعمه أحد أعضاء مجلس اللوردات المحافظين، لورد أشكروفت عن حياتها وقدم صورة مثيرة عنها. واتهمت الموالية لجونسون وزيرة الثقافة نادين دوريز، المعارضين بشن حملة تصريحات ضد زوجة جونسون بهدف إنهاء حكمه. واتهم الموالون دومينك كامينز، الذي خسر وظيفته عام 2020 بعد معركة مع كاري وعدد آخر من موظفي 10 داونينغ ستريت السابق بزرع قصص عنها في كتاب أشكروفت.

ووعد جونسون بإعادة ترتيب مقر حكومته بعد رحيل 5 من أهم مستشاريه في غضون 24 ساعة الأسبوع الماضي. وسيجلب ضمن التغيرات ستيف باركلي، وزير شؤون داتشي أوف لانكستر الذي سيتولى مدير طاقم داونينغ ستريت. وسيتم تعيين غوتو هاري الذي كان مساعدا لجونسون في فترته الأولى كعمدة للندن مسؤولا للاتصالات. وسيغادر هنري نيومان المقرب من زوجة جونسون داونينغ ستريت وسيعود للعمل مع وزير المجتمعات المحلية مايكل غوف.

وتعلق الصحيفة أن رحيل نيومان هو إشارة عن استماع جونسون لنقاده وأن المقربين لزوجته يمارسون تأثيرا قويا في مقر قيادة الحكومة. وهو واحد من مسؤولين حضروا احتفالات في شقة 10 بداونينغ ستريت أثناء الإغلاق. وتضم حفلا سمعت فيه أغاني أبا بعد رحيل كامينغز في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2020. وهاجم كامينغز هاري عبر تويتر وذكر كامينغز موظفي 10 داونينغ ستريت بما قاله هاري في 2018 عن جونسون “أصبح قبليا وقبليا داخل القبيلة ولو أصبح زعيما فسيتحول لشخصية مثيرة للانقسام. وللأسف فهو يجرنا إلى مكان يمكن فيه المزاح عن أحزمة الانتحار وفقدان القدرة على التحكم بالبول أثناء ممارسة الجنس”. وسيعزز جونسون من فريقه بتعيين ديفيد كانزيني، تلميذ خبير الاستطلاعات بيل كورسبي، كمساعد سياسي. وربما تبع هذا تعديل مصغر في الحكومة واستبدال مسؤول الانضباط مارك سبنسر بنايجل أدامز أو كريس بنجشر.

وترى الصحيفة أن هذه الجهود هي محاولة من جونسون لاستعادة السيطرة بعد شهر من المياه العكرة التي عرضته والحزب إلى فضائح وسخريات. ومن ضمن الجهود التحضير لانتخابات عام 2024 مع أن حظوظه بالتمسك في السلطة قليلة، وبخاصة بعد الضجة التي أحدثها عندما اتهم زعيم العمال، كير ستارمر بأنه فشل بإدانة منتهك الأطفال جيمي سافيل، مقدم البرامج المعروف، مع أن ستارمر لم يكن له دور عندما كان مدير دائرة الادعاء.

وعندما حاولت مديرة دائرة السياسة في حكومته منيرة ميرزا حثه على الاعتذار تردد ولهذا قررت الاستقالة بعد عمل 14 عاما معه كمقربة ومستشارة موثوقة. وأعطت تصريحات جونسون في مجلس العموم ضد ستارمر فكرة أنه لا يريد تغيير المسار، رغم تعهده للنواب. ورغم تغييره نبرة حديثه عن دور ستارمر إلا أنه لم يعتذر. وهو ما دفع ميرزا للاتصال به مرات، وبعدها تيقنت أن جونسون لن يعتذر فاستقالت. ووصف زملاء خروج ميرزا بأنه مثل خسارته زوجته كاري، خاصة أنها تعمل معه لسنوات. وربما لم يسمع أحد بميرزا خارج 10 داونينغ ستريت لكن جونسون تحدث عنها أنها واحدة من خمس نساء أثرن على حياته. وتبع ذلك خروج إلينا.

ورغم قلق النواب من عدم نجاح محاولاتهم لسحب الثقة من جونسون ووقوف الوزراء معه إلا أنه قد يجبر على الاستقالة لو قررت الشرطة فرض عقوبات محددة لمشاركته في حفلات أثناء فترة الإغلاق. وقال وزير موال “سيجبر على الاستقالة” و”ليس مناسبا أن يكون لديك رئيس وزراء خرق القانون الذي وضعه”.

وتقول الصحيفة إنه في حالة فشل جونسون في إقناع النواب وإدانة الشرطة التي تحقق بما يعرف بـ “بارتي غيت” له فإنه يفكر في فرص خارج بريطانيا وتحديدا في الولايات المتحدة حيث يمكنه الحصول على 250.000 دولار مقابل المحاضرة حالة تركه منصبه. وسمع والده ستانلي في ناد خاص “بريكفاست كلاب” وهو يتحدث بحسرة عن مظاهر قلق ابنه المالية.

وتقول الصحيفة إن الرغبة بالهروب من دراما نفسية تدور على مدى ثلاثة أشهر أمر يرغب به الموالون لجونسون الذين تحطمت معنوياتهم. وقال مسؤول في 10 داونينغ ستريت “الناس يقولون لبعضهم: لماذا لا يذهب؟ ووصلت إلى نقطة أتمنى فيها نهاية كل شيء لكي أواصل حياتي الباقية”.

السابق بعد البريكست.. الداخلية تعالج طلبات البريطانيين الراغبين في العودة إلى البلاد
التالي الشرطة البريطانية تحذر منفيين باكستانيين من خطر الاغتيال