عرب لندن
بعد يومين من الإرباك، خففت فرنسا القيود التي كانت تمنع البريطانيين العائدين من بلدهم إلى مكان إقامتهم في دول أوروبية أخرى، من عبور نفق المانش بسياراتهم، في تعليمات فاجأت المعتادين على سلوك هذا الطريق وحتى الحكومة البريطانية.
وكانت القيود تعني البريطانيين المقيمين رسميا في إحدى دول الاتحاد الأوروبي غير فرنسا، والذين من أجل الوصول إلى هذه الدول يعبرون عادة في فرنسا بسياراتهم، كما هي الحال في هذه الفترة حين يعود الجميع من عطل الأعياد. أما البريطانيون المقيمون في فرنسا فلم يكونوا معنيين بالقرار ولا ركاب قطارات يوروستار.
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها طلبت "توضيحات بشكل عاجل من جانب الحكومة الفرنسية" بعد اكتشاف الأمر. وطرح العديد من المسافرين أسئلة عبر تويتر على شركة "يوروتانل" المشغلة للنفق الذي تعبره قطارات يستقل ها سائقون في سياراتهم لعبور بحر المانش.
وأخيرا، غردت شركة "يوروتانل" مساء الأربعاء فكتبت "ما لم يكونوا حاملي إقامة فرنسية، بات المواطنون البريطانيون ي عتبرون مواطني دول أخرى ولم يعد بإمكانهم المرور في فرنسا برا للوصول إلى دول إقامتهم في الاتحاد الأوروبي"، مشيرة بذلك إلى قرار صادر عن الحكومة الفرنسية في 28 كانون الأول/ديسمبر.
وينطبق الأمر نفسه على العبارات. فقد أعلنت شركة "بي اند او فيريز" على تويتر أن "وحدهم الأشخاص الذين يحملون إقامة فرنسية، سيسمح لهم بدخول فرنسا".
في البداية، قالت وزارة الداخلية الفرنسية لوكالة فرانس برس إن ذلك هو تطبيق للتعليمات على الحدود تم تحديثها في 18 كانون الأول/ديسمبر والتي تفرض أن يكون هناك "سبب ملح " لدخول الأراضي الفرنسية. وأوضحت أن البريطانيين هم "مواطنون من دول أخرى"، وهي فئة من المسافرين لا ي سمح لهم بالعبور في فرنسا للوصول إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
لكن الوزارة تراجعت الخميس، وأكدت أن عدد ا كبير ا من المواطنين البريطانيين توجهوا "بحسن نية" إلى المملكة المتحدة لتمضية أعياد نهاية العام و"يواجهون صعوبات في العودة إلى دول إقامتهم". وقررت الوزارة توجيه "تعليمات بالتساهل" لعناصر شرطة الحدود كي يتمكن كل شخص من الوصول إلى مكان إقامته. وهذا الأمر يعني السائقين الذي يعبرون النفق تحت بحر المانش وكذلك على متن عبارات.
ويبدو أن تطبيق هذه القواعد بدأ بدون إبلاغ بشكل مسبق لا المسافرين ولا المشغلين. وللوصول إلى يوروتانل، هناك نقطة تفتيش فرنسية من الجانب الانكليزي قبل عبور المانش في محطة فولكستون.
رولان مور هو بريطاني مقيم في بروكسل منذ ثماني سنوات، يسافر بسيارته المسجلة في بلجيكا ذهابا وإيابا إلى بريطانيا ست مرات في العام على الأقل. وروى لوكالة فرانس برس أنه قدم جواز سفر بريطانيا وبطاقة إقامته البلجيكية إلى الشرطة على الحدود الفرنسية مساء الثلاثاء.
وأضاف العامل في مجال العلاقات العامة، "قيل لي إنني لن أعود إلى منزلي هذا المساء. قدموا لي وثيقة شارحين أن هناك قواعد جديدة". وأكد أن "حتى اليوروتانل لم يكن على علم بهذا التغيير".
من جانبها، قالت فيونا نايفن-جونز وهي بريطانية مقيمة في بلجيكا منذ 14 عاما وسافرت مع عائلتها إلى انكلترا بسيارتها، "أنا تائهة تماما، هذا الأمر لا معنى له!".
وتمكنت في نهاية المطاف من الصعود في قطار يوروتانل الخميس، بعدما علمت أن المتزوجين من أشخاص يحملون جنسية إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يسمح لهم بالعبور في فرنسا.
وقالت "تمكنا أخيرا من العبور برا بفضل بطاقة الإقامة ووثيقة عائلية (وهي مستند بلجيكي) لأن زوجي إيرلندي". واعتبرت أنها "مسألة بريكست مقنعة بكوفيد".