عرب لندن
بعد انتظار دام ست سنوات، أدين الفرنسي الدولي كريم بنزيمة، هداف ريال مدريد الإسباني، الأربعاء، بالتواطؤ في محاولة ابتزاز زميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا بشريط جنسي وح كم عليه بالسجن سنة واحدة مع وقف التنفيذ وغرامة بقيمة 75 ألف يورو.
قالت محكمة فرساي إن "بنزيمة تورط شخصيا بحيل وأكاذيب لإقناع زميله بالرضوخ للابتزاز"، مضيفة أن اللاعب المخضرم لم يظهر "أية نية حسنة تجاه فالبوينا بل خلاف ذلك"، إذ تصرف "بشكل مثير وبعض الابتهاج".
وأعلن محامو اللاعب فورا استئناف موكلهم البالغ 33 عاما الحكم. وأصدرت محكمة فرساي أحكاما ضد أربعة متهمين تتراوح بين 18 شهرا مع وقف التنفيذ وصولا إلى السجن سنتين ونصف السنة.
حكم على أكسيل أنغو الذي أوكل إليه فالبيونا هاتفه بالسجن النافذ سنتين. وجد الفيديو واحتفظ به لاستخدامه لاحقا. أما شريكه مصطفى زواوي الذي يعتبر صلة الوصل في هذه القضية فحكم عليه بالسجن النافذ سنتين ونصف السنة. أما الوسيط يونس حواس الذي اتصل بفالبوينا ليخبره عن الشريط الجنسي، فحكم عليه بالسجن 18 شهرا مع وقف التنفيذ. وأخيرا، حكم على كريم زيناتي، صديق الطفولة لبنزيمة، بالسجن النافذ 15 شهرا .
ولم يتواجد أي من المحكومين خلال قراءة الحكم، وأصدرت مذكرة توقيف بحق زواوي.
وجاء الحكم على بنزيمة أقسى من عقوبة السجن عشرة أشهر التي طلبتها النيابة العامة، في القضية التي دارت أحداثها عام 2015 وهز ت كرة القدم الفرنسية.
ولم يتواجد بنزيمة في المحكمة الواقعة في ضواحي العاصمة باريس، وذلك قبل ساعات من خوض فريقه ريال مدريد مواجهة في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ضد مضيفه شيريف تيراسبول المولدوفي. لكن فريق الدفاع أوضح أن بنزيمة سيكون حاضرا في المحاكمة التالية.
قال أحد محاميه، سيلفان كورمييه، لصحافيين في المحكمة إنه "مصدوم من الحكم" واصفا إياه بـ"القاسي، غير العادل ومن دون أي دليل". ولم يحضر بنزيمة جلسة الاستماع الشهر الماضي لالتزامات وصفها بالشخصية.
ولا يتوقع أن يؤدي الحكم إلى ايقاف مسيرته الكروية، إذ أعلن رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غريت أن بمقدوره مواصلة اللعب مع المنتخب الأزرق، كما عبر ناديه الإسباني عن دعمه.
قال لو غريت قبل أسبوعين إن أي قرار بشأن اللاعبين الذين يتم استدعاؤهم إلى صفوف المنتخب الوطني هو بيد المدرب ديدييه ديشان وحده "سيكون المدرب الشخص الوحيد الذي يختار اللاعبين ولن يتم استبعاد بنزيمة في حال إصدار حكم يدينه (...) الامر متعلق بديدييه لاتخاذ القرارات المتعلقة بالرياضة".
وكان بنزيمة عاد في أيار/مايو الفائت إلى تشكيلة أبطال العالم بعد غياب قرابة خمس سنوات بسبب هذه الفضيحة. سجل تسع مرات في 13 مباراة منذ عودته لخوض كأس أوروبا، ليصبح خامس أفضل هداف في تاريخ فرنسا (36 هدفا في 94 مباراة دولية).
واستند الملف بشكل خاص إلى مناقشة جرت في تشرين الاول/أكتوبر 2015 بين الرجلين في كليرفونتين، مركز تدريبات منتخب فرنسا، وي زعم أن بنزيمة أوضح خلالها أنه يمكنه أن يعر ف فالبوينا على "شخص موثوق"، وفقا لما قاله الأخير في جلسة الاستماع، لمساعدته على "التعامل" مع أي نشر محتمل للفيديو الحميم من قبل المبتزين.
وزعم بنزيمة وقتها أنه تدخل لدى فالبوينا بطلب من صديق طفولة له لجأ إليه المبتزون الذين كان الشريط بحوزتهم، معتبرا أنه حاول مساعدة فالبيونا على الخروج من الموقف وليس الايقاع به.
في مقابلة مع المحققين عام 2015، نفى بنزيمة تورطه وتساءل عن السبب الذي قد يدفعه للقيام بعملية الابتزاز لأنه "لدي ما يكفي من المال. لست بحاجة إليه".
وقال فالبوينا في شهادته يوم افتتاح المحاكمة الشهر الماضي "كنت خائفا على مسيرتي الرياضية، على منتخب فرنسا. كنت أعرف أنه إذا تم نشر مواد الفيديو، فسيكون الأمر معقدا بالنسبة لي في المنتخب وهذا ما حصل لاحقا ".
وأردف لاعب أولمبياكوس اليوناني أن اختياره للمنتخب هو بمثابة "الكأس المقدسة للاعبين، وأنه "لم أكن أتخيل" تورط زميل له في مؤامرة ضده. وتابع ابن الـ 37 عاما مؤكدا أن بنزيمة كان "مصرا على جعلي أقابل شخصا ما"، وأقر أن زميله لم يكن عدوانيا ولم يذكر المال، لكنه "عندما تحل مشكلة من هذا القبيل (...) فهي ليست مقابل تذاكر لمباراة كرة القدم".
وقالت المدعية سيغولين مار أمام المحكمة "بنزيمة ليس شخصا صالحا حاول المساعدة. لقد عمل للسماح للمفاوضين بالوصول إلى هدفهم وللمبتزين بالحصول على الأموال".
استبعد اللاعبان من منتخب "الديوك" منذ أواخر العام 2015 قبل عودة بنزيمة في كأس أوروبا الأخيرة حيث خرج أبطال العالم من الدور الـ16 أمام سويسرا، قبل أن يحرزوا الشهر الماضي لقب دوري الأمم الأوروبية على حساب إسبانيا في النهائي بقيادة بنزيمة، فيما بقي فالبوينا مستبعدا منذ حينها.