عرب لندن
فقد ثلاثة مهاجرين كانوا يسعون للوصول من ساحل شمال شرق فرنسا إلى جنوب شرق انكلترا على متن زوارق، الخميس، عندما تم تسجيل عدد قياسي من محاولات العبور التي وصفتها الحكومة البريطانية الجمعة بأنها "غير مقبولة".
وأعلن مهاجران تم إنقاذهم في البحر عن اختفائهم، وفق السلطات البحرية الفرنسية في المنطقة، فيما تم تعليق عمليات البحث ليل الخميس والتي لن يتم استئنافها.
ووصل نحو ألف شخص إلى المملكة المتحدة الخميس على متن قوارب صغيرة ووسائل أخرى عبر المانش، وهو عدد قياسي جديد في ظل أزمة تزداد سوءا تعود إلى عدة سنوات.
وستتجاوز الحصيلة اليومية عددا قياسيا سابقا بلغ 853 شخصا سجل في وقت سابق هذا الشهر، وفق إحصائيات وزارة الداخلية.
وأكدت بريطانيا الجمعة أن أعداد المهاجرين الذين يحاولون عبور المانش من فرنسا بشكل غير شرعي "غير مقبولة".
وقال ناطق باسم وزارة الداخلية البريطانية إن "البريطانيين شاهدوا ما يكفي من الناس وهم يموتون في المانش بينما تستفيد عصابات إجرامية لا رحمة لديها من مأساتهم". واضاف أن التغييرات التي تخطط لها الحكومة في قوانين الهجرة "ستصلح المنظومة المعطلة".
وألقت العديد من الصحف البريطانية باللوم على فرنسا وخاصة الرئيس ايمانويل ماكرون.
ونقلت صحيفة "تايمز" عن مصدر لم يذكر اسمه أن وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل ستقوم "بالتطرق إلى هذا الفشل الذريع بأقوى العبارات الممكنة" مع السلطات الفرنسية.
ويشك ل العبور غير القانوني مصدر توتر منتظم بين باريس ولندن اذ تعتبر الأخيرة أن الجانب الفرنسي لا يبذل جهودا كافية لمنع الهجرة غير الشرعية رغم دفع المساعدات المالية.
وشهدت السنوات الثلاث الأخيرة ارتفاعا كبيرا في عدد محاولات عبور المانش، رغم التحذيرات من المخاطر في خط الملاحة المنشغل، والذي يشهد تيارات قوية ودرجات حرارة منخفضة.
وتشديد شروط الهجرة كان أحد القضايا الرئيسية لمؤيدي بريكست الذي تحقق فعليا في مطلع العام الحالي ووضع حدا لحرية تنقل الأشخاص بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي.
وتريد لندن التي جعلت من تشديد المعركة ضد الهجرة أولوية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن تجعل عمليات العبور المحفوفة بالمخاطر، غير عملية وتضغط منذ فترة طويلة على فرنسا لتكثيف جهودها لمنعها.
وتعهدت المملكة المتحدة في نهاية تموز/يوليو بدفع مبلغ 62,7 مليون يورو في 2021-2022 لتمويل تعزيز انتشار قوى أمنية فرنسية على السواحل.
وبحسب تعداد وكالة الانباء البريطانية، عبر أكثر من 21 ألف شخص المضيق منذ مطلع العام على متن قوارب صغيرة، أي أكثر من ضعف عدد العابرين العام الماضي (أكثر من 8000).
من الجانب الفرنسي وفي الفترة الممتدة من كانون الثاني/يناير إلى نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2021، سجلت الشرطة البحرية "1008 وقائع مرتبطة بمحاولات عبور أو عبور إلى المملكة المتحدة عن طريق البحر شارك فيها 24655 شخصا" أنقذ 5713 منهم.
ويعيش الكثير من المهاجرين في ظروف سيئة حول كاليه وغيره من الموانئ الشمالية، ويعتمدون على مساعدات من منظمات خيرية محلية.
ويشير فرانسوا غينيوك وهو رئيس جمعية خيرية محلية تعنى باللاجئين إلى أنه "في العادة عند بداية الشتاء، تتراجع اعداد (المهاجرين) ولكن ليس هذا العام".
وقدر غينيوك أن هناك قرابة 1500 شخص في كاليه وحولها و نحو ألف آخرين بالقرب من دونكيرك وبضع مئات في مناطق اخرى.