عرب لندن
بالنسبة إلى صحيفة “أوبزيرفر”، فإن استقالة وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، بعد فضيحة تقبيله مساعدته جينا كولادانجيلو، شأن شخصي، لكن شخصا مثل هانكوك وفي منصب عام ووسط أزمة وباء متصاعدة بسبب انتشار السلالة الهندية (دلتا) تجعل من أي تصرف يقوم به خطرا على الرأي العام.
الصحيفة أوضحت أن ثقافة الإفلات من العقاب مستشرية داخل حزب المحافظين الحاكم، إذ يتم تقديم الولاء الأعمى على النزاهة والكفاءة، مذكرة بنفاق الحكومة ورئيسها بوريس جونسون الذي كتب قبل عامين التعاليم التي تحكم تصرف الوزراء: “يجب ألا يكون هناك تضارب ظاهر في المصالح. ويجب الالتزام في كل الأوقات بالمبادئ الثمينة للعمل العام وهي: النزاهة والموضوعية والمحاسبة والشفافية والصدق والقيادة من أجل الصالح العام”.
“أوبزيرفر” قالت أيضا إن هانكوك هو آخر مسؤول يستقيل بعد تلاعبه وقلة احترامه للمبادئ هذه، مضيفة أن العلاقات الخاصة لوزير الصحة هي شأن يتعلق به، ولكنه جعل من علاقته الغرامية مع صديقة سابقة ومستشارة ومديرة في وزارة الصحة تحصل على راتب، شأنا عاما.
كما تكشف العلاقة عدم نزاهته، تقول الصحيفة، وتضيف، فقد عيّن أولاً كولادانجيلو ”مستشارة بدون أجر”، وهو دور بتأثير ضخم ولكن بدون شفافية. كما أنها مناصب لا تخضع للتعاليم التي تحكم عمل الوزراء، ولا سلطة للبرلمان عليها. ثم عيّنها في منصب مدفوع الأجر، مديرة غير تنفيذية في وزارة الصحة. وكان هذا الدور يقضي بمتابعة طرق اتخاذ القرارات، ولأن حزب المحافظين هو الذي استحدثه قبل عقد فقد صار مليئا بالأصدقاء والداعمين والمتبرعين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ كشف بأن شقيق كلاندانجيلو يعمل مديرا لشركة حصلت على عدد من العقود من وزارة الصحة. وفشل هانكوك في الكشف عن ملكيته نسبة 15% في شركة تعتبر من الشركات التي تقوم بإمداد قطاع الصحة الوطنية في ويلز وتديرها شقيقته. ووجد مكتب المحاسبة الوطني أن العلاقات الشخصية في الوزارات تسهل بنسبة عشر مرات قنوات لشراء أجهزة الحماية الشخصية الضرورية في مكافحة انتشار فيروس كورونا.
لكن استقالة هانكوك لن تحل مشكلة النزاهة في الحكومة. فرئيس الوزراء نفسه مزّق قانون الشرف السياسي، وكذب على الرأي العام عندما رأى أن هذا في مصلحته. ومثل هانكوك رفض الاعتراف بمصالحه الشخصية وعلاقته مع سيدة الأعمال جينفر أكوري التي حصلت شركتها على آلاف الجنيهات بلدية لندن عندما كان عمدتها، وكذا تعيينه أما لواحد من أولاده مستشارة.