عرب لندن
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم السبت، أن الضغط المكثف الواقع على هيئة الخدمات الصحية البريطانية المجهدة بالفعل يتفاقم بسبب معاناة عشرات الآلاف من العاملين الصحيين من أعراض طويلة الأمد بعد التعافي من الإصابة بكوفيد-19 وهي الحالة التي تعرف بـ"كوفيد طويل الأمد".
وكشف مكتب الإحصاءات في البلاد، في تقرير مفصل، عن أن ما لا يقل عن 122 ألفا من العاملين في الهيئة مصابون بهذه الحالة من بين 1.1 مليون شخص تأثروا بها في المملكة المتحدة. ويفوق عددهم عدد المصابين بهذه الحالة في أي مجموعة مهنية أخرى منها المعلمين الذي يعاني منهم 114 ألفا, بحسب ما أوردته الصحيفة في سياق تقريرها اليوم.
وقالت الصحيفة إن رعاية المرضى في المستشفيات "تتأثر لأن العديد من أولئك الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد لا يقوون على العمل إلا بدوام جزئي، أو ليسوا على ما يرام للدرجة التي تعيق أداء واجباتهم المعتادة، أو غالبا ما يحتاجون إلى إجازة لأنهم يعانون من الألم أو الإرهاق أو حالة "ضبابية ذهنية".
وتقول الدكتورة هيلينا ماكيون، رئيسة القوى العاملة في الجمعية الطبية البريطانية، التي تمثل الأطباء: "يمكن أن يكون للمرض المستمر تأثير مدمر على الأطباء الأفراد، سواء كان ذلك من الناحية الجسدية أو من خلال جعلهم غير قادرين على العمل. علاوة على ذلك، فإنه يضع ضغطا كبيرا على الخدمات الصحية التي كانت تعاني بالفعل من نقص كبير في العاملين قبل أن يضرب الوباء".
وتضيف "مع وجود حوالي 30 ألف حالة غياب مرضي مرتبطة بكوفيد في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا حاليا، لا يمكننا تحمل مرض المزيد من العاملين. فببساطة إذا مرضوا فلن يتمكنوا من تقديم الرعاية ولن يحصل المرضى على الرعاية والعلاج الذي يحتاجون إليه". وتابعت قائلة "على المدى الطويل، إذا واجه المزيد من العاملين مرضا مستمرا جراء إصابة سابقة بكوفيد-19، فإن الآثار المترتبة على مجمل أعداد القوى العاملة ستكون كارثية".
من جانبه، قال البروفيسور أندرو جودارد، رئيس الكلية الملكية للأطباء التي تمثل أطباء المستشفيات، "ينبغي لأي شخص لديه كوفيد طويل أن يتوقع من الذين يعتنون به في هيئة الخدمات الصحية الوطنية فهم حالته. من المثير للقلق أن الأطباء الذين يعانون من كوفيد الطويل وصفوا حالتهم بأنها غير مفهومة لدى زملائهم".
وأظهرت الاستطلاعات الأخيرة للكلية الملكية أن عددا صغيرا، ولكن متزايدا من الأطباء يعاني من أعراض كوفيد طويل الأمد، وخاصة التعب والألم وضيق التنفس ببريطانيا.
كما وجد مكتب الإحصاء أن حوالي 30 ألفا من العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية لديهم أيضا أعراض "كوفيد طويل الأمد"، ما قد يؤثر على مستويات العمل في دور الرعاية وفي الخدمات التي تقدم الرعاية المنزلية.