عرب لندن

كشفت بيانات حديثة أن المجالس المحلية في لندن والشركات التابعة لها أنفقت أكثر من 140 مليون جنيه إسترليني منذ عام 2017 على شراء عقارات خارج العاصمة، في محاولة لإعادة توطين المشردين وسط أزمة سكنية متفاقمة.

وأظهرت تحليلات لصحيفة "الغارديان" شراء أكثر من 850 منزلًا في مدن وبلدات إنجليزية، لاستخدامها في إيواء العائلات والأفراد المشردين، سواء بشكل مؤقت كأماكن إقامة طارئة أو دائم كإيجارات خاصة.

وأظهرت البيانات أن معظم المنازل التي تم شراؤها تقع في المناطق الأكثر فقرًا في جنوب شرق وشرق إنجلترا، وهي مناطق تعاني أصلًا من أزمة مشردين محلية.

 ومع ذلك، بدأت بعض المجالس في التوسع شمالًا، حيث اشترت عقارات في ميدلاندز وتخطط للاستثمار في شمال شرق إنجلترا.

وأنفقت مجالس وولتهام فورست وبروملي، عبر شركاتها بالشراكة مع “Mears Group”، نحو 80 مليون جنيه إسترليني لشراء أكثر من 500 منزل في إسيكس وكينت.

وأنفق مجلس برنت 18 مليون جنيه إسترليني على 75 منزلًا في ميلتون كينز وهيميل هيمبستيد وسلاو.

واشترى مجلس بارنيت حوالي 70 منزلًا في بيتربورو ولوتون مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني.

كما أنفق مجلس إنفيلد 13 مليون جنيه إسترليني في عام 2018 لشراء مجمع سكني يضم 83 شقة على أطراف هارلو كمساكن مؤقتة للمشردين.

و اشترى مجلس ريدبريدج 55 منزلًا خارج لندن منذ 2020، بما في ذلك منازل في كوفنتري وليستر، على بعد 100 ميل من العاصمة.

وأثارت هذه السياسة انتقادات حادة من النواب وجمعيات الإسكان، حيث وصفت بأنها “مدمرة لحياة العائلات” و”وصمة في سجل أزمة السكن المتفاقمة”.

قالت فلورنس إيشالومي، رئيسة لجنة الإسكان في البرلمان: “ترحيل العائلات يدمّر حياتهم، ويدفع الأطفال لقطع مسافات طويلة للذهاب إلى مدارسهم. هذا نتاج أزمة سكن حادة وتمويل حكومي محدود للمجالس المحلية.”

من جانبها، اعتبرت بولّي نيت، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "Shelter"، أن الوضع كارثي، وقالت: “بدلًا من إنفاق الأموال على حلول مؤقتة، يجب بناء منازل اجتماعية في الأماكن التي تحتاجها العائلات.”

وبررت المجالس المحلية قراراتها بالقول إنها تواجه نقصًا حادًا في المساكن وارتفاعًا في الإيجارات داخل لندن، مما يضطرها للبحث عن حلول خارج العاصمة.

وأكد مجلس وولتهام فورست أن القروض المستخدمة لشراء المنازل لا تظهر في ميزانيات المجلس بل تتحملها الشركات التابعة له.

وقال مجلس بروملي أنه مضطرة للبحث عن منازل خارج منطقته بسبب ضعف التمويل الحكومي.

وذكر مجلس بارنيت أنه لم يشتري عقارات خارج حدوده منذ 2020، فيما أوضح مجلس ريدبريدج أنه يسعى لتحويل المساكن المؤقتة إلى عقود إيجار طويلة الأجل.

وتأتي هذه التطورات في وقت تسجل فيه أعداد المشردين في لندن مستويات قياسية، حيث ارتفعت نسبة العائلات التي يتم ترحيلها قسرًا إلى مناطق أخرى بنسبة 39% خلال العام الماضي. 

السابق رجل حافي القدمين يتسلق "بيغ بن" حاملا العلم الفلسطيني
التالي دعوات لإقالة مستشار في (Ofcom) بعد اتهامه بإثارة "نظريات المؤامرة" حول اليهود