منتدى التفكير العربي: ماذا تريد حماس من الانتخابات الفلسطينية؟
أهم المحاور
عرب لندن
في ظل الظروف السياسية الحساسة الخاصة التي تمر بها فلسطين، أقيمت ندوة فكرية نظمها منتدى التفكير العربي في لندن، والتي كانت أمس الثلاثاء بمشاركة عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، والكاتب والمحلل السياسي محمد عايش، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة لندن عاطف الشاعر.
وفي هذا السياق أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران على أن مهمة حركة حماس هي مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته بكافة الأشكال والأساليب التي تضمنتها القوانين الدولية، منوهاً إلى أنَّ الحركة قامت بجولات عدة مع حركة فتح وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات، ولكن بالنهاية لم يتم تطبيقها وترجمتها على أرض الواقع.
وأضاف بدران أنهم لم يستطيعوا إنهاء حالة الانقسام، وأن الانتخابات قد لا تكون الحل، ولكنها المتاحة حاليا، من خلال إرجاع الأمر إلى الشعب الفلسطيني من أجل أن يحكم.
وأكد بدران على أنهم يسعون لرفع السقف السياسي الفلسطيني، بعد وصول مسار أوسلو لطريق مسدود، وإحداث تغيير في بنية النظام السياسي الفلسطيني سواء على مستوى السلطة أو منظمة التحرير يشارك فيه الجميع بعيدا عن حالة التفرد،
وأشار عضو المكتب السياسي لحركة حماس إلى أن هناك توافقاً مبدئياً مع حركة فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تتركز مهمتها في الإطار الخدماتي.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد عايش، أن المشاركة بالانتخابات المقبلة تعد "مقامرة" وستكبدها خسائر فادحة، لافتاً إلى أن حركة حماس بدأت بجملة أخطاء منذ عام 2006 بدءاً بالمشاركة بالانتخابات.
وأوضح عايش أن حركة حماس يتم تحويلها من حركة تحرر وطني إلى حزب سياسي داخل سلطة تحت الاحتلال، وتتم هذه العملية بشكل تدريجي بخطة إسرائيلية ومن الرباعية الدولية.
وأشار إلى أن حركة حماس تريد الدخول في المجلس الوطني الفلسطيني على شكله الحالي، وهو اعتراف ضمني بـ "إسرائيل"، مع أن تكون الحركة جزءا من منظومة منظمة التحرير بشرط إصلاحها أولا وفق مشروع وطني متوافق عليه.
فيما يتعلق بنسبة مشاركة الفلسطينيين في مناطق السلطة الفلسطينية حول التسجيل للانتخابات، استنكر عايش حال الناخب الفلسطيني الذي يعاني من حصار في غزة وتضييق وقمع من الاحتلال والأجهزة الأمنية للسلطة في الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي يتوق فيه الشعب الفلسطيني للتغيير، إذ أن الانتخابات قد تسهم في فك العقدة المتمثلة بالحصار لاسيما بغزة.
أما أهم ما تطرق له المحلل السياسي عاطف الشاعر، هو أن التوجه للانتخابات قبل حل مشاكل الانقسام وإفرازاته قد يكرس الانقسام ويعمقه، وأنَّ الظروف غير مهيأة للانتخابات، لافتاً إلى أن الأصل هو أن يتم التوافق، حول ما يريده الفلسطينيون على صعيد الصراع مع الاحتلال في ظل توافق داخلي على ذلك.
ورأى الشاعر أنَّ الواقع الفلسطيني سيكون أمام المزيد من الخلافات، وقد تخلق الانتخابات مفرزات جديدة من المشاكل مثل الطعون الانتخابية ومشاورات المجلس الوطني، ما يسهم في تعميق الخلافات بشكل أكبر.
وجزم بأنَّ المطلوب إصلاح منظمة التحرير بحيث تشمل الكل الفلسطيني، ثم التوافق على القواعد التي ستجري على أساسها الانتخابات، والتوافق على برنامج وطني ومن ثم الذهاب باتجاه الانتخابات التي قد تفرز في وضعها الحالي تعميق الانقسام في ظل بنية فلسطينية هشة.
هذا وأكد المحلل السياسي محمد عايش؛
أن حماس ستكون أكثر الخاسرين في الانتخابات، حتى وإن حصدت أعلى المقاعد أو أقلها.