بحث علمي يقترح حلولا لتقليل انبعاثات الكربون أثناء أداء مناسك الحج والعمرة
عرب لندن - لندن
يزور ملايين الأشخاص مدينة مكة المكرمة سنويا، إذ تعتبر فريضة الحج والعمرة من أهم الأنشطة الدينية للمسلمين.
ويحرص العديد من الأشخاص على تعبئة ماء زمزم في عبوات قبل العودة إلى ديارهم، إما للاستعمال الشخصي أو لإهدائها للعائلة والأصدقاء.
وفي العادة، يتم تعبئة الماء المبارك في عبوات سعتها 5 لترات قبل شحنها جوا في الغالب، مما يؤثر سلبا وبشكل كبير على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال الموسم، وقد أثار هذا قلق العلماء والباحثين.
وفي محاولة لتقليل انبعاثات أكسيد الكربون، قدم باحثون من جامعة نوتنغهام ترنت وشركة "توتشي تك" بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، حلولا من شأنها خفض الانبعاثات التي تنتج عن أنشطة الحج والعمرة، بما يقدر بأكثر من 81 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
واقترحت الدراسة أشرف عليها البروفيسور أمين الحبايبة، استبدال الشحن الجوي لعبوات مياه زمزم، بالشحن البري أو البحري المسبق، بحيث تكون تلك العبوات جاهزة للاستلام فور وصول الحاج أو المعتمر لمطار بلده.
وقدمت نموذجًا حسابيا لتقدير انبعاثات الكربون والتخفيضات التي يمكن تحقيقها، إذ ذكرت بأن المعدل المتوسط لعدد الحجاج سنويا هو 6.3 مليون حاج، و يقطع هؤلاء بالمتوسط مسافة 4407 كم من أجل الحج والعمرة ويعود كل منهم مع عبوة 5 لترات من ماء زمزم. فإذا تغيير النقل الجوي لمياه زمزم إلى النقل البري والبحري، سيكون التوفير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حوالي 81 ألف طن سنويًا، بمتوسط 12.8 كجم من ثاني أكسيد الكربون لكل زائر.
وعن طريقة تنفيذ هذا الحل، قال البروفيسور الحبايبة: "ويمكن للحل المقترح استخدام بيانات حجوزات السفر المتاحة قبل أشهر لتخطيط وشحن الكميات المطلوبة من مياه زمزم بحراً وبراً. وتصل عبوات المياه إلى المطارات المحددة في الوقت المناسب تزامنا مع عودة الحاج والمعتمر إلى بلده. يتطلَّب الحل الجديد بعض التغيرات البسيطة في عملية مناولة الأمتعة في مطار الوصول ليتمكن الركاب من استلام عبوات المياه سعة 5 لترات من على سيور العفش المخصصة لأمتعتهم الشخصية. عمليا لن يشعر الحاج بأي تغيير".
وأضاف: "يظهر بحثنا أن إجراء تعديل بسيط على النقل يمكن أن يوفر كمية كبيرة من انبعاثات الكربون، وكذلك المزيد من الأرباح لشركات الطيران."
ومن جهته، علق السيد سامر حمادة، المدير التنفيذي لشركة "توشي تك" في بريطانيا قائلاً:"الاقتراح يمكن تطبيقه من خلال إيجاد حلول لتبسيط منظومة النقل المقترحة والتي تبدو معقدة منذ الوهلة الأولى حيث يتوقع أن تضم العديد من جهات النقل من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. فالدراسات العلمية تضع نصب أعيننا الفرص المتاحة لتقليل الانبعاث الحراري وتساعد أصحاب القرار باتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق ذلك."
وقال حمادة أن الدراسة ركزت على المسافرين من 10 دول لأداء فريضة الحج والعمرة، إذ أظهرت البيانات التي تم الحصول عليها من وزارة الحج والعمرة أن 77٪ من المسافرين في عام 2018 جاءوا من 10 دول فقط.
وأكد أن التركيز على تلك البلدان العشر حاليا من شأنه أن يخفض من معظم الانخفاضات الكربونية، بأقل جهد ممكن.
وعبر السيد خالد الجحدلي، باحث من وزارة الحج والعمرة يدرس حاليًا في جامعة نوتنجهام ترنت والذي شارك في هذه الدراسة عن شكره للمملكة العربية السعودية قائلا: "يتقدم الباحثون بالشكر الجزيل لوزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية ووكيل مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز للشؤون الهندسية والفنية لمصنع ماء زمزم بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في المملكة العربية السعودية لدعم هذا المشروع ".
وقالت الدكتورة شاطرة عقيب المشاركة بالدراسة: "لقد كانت فرصة عظيمة للعمل مع زملائي في هذا البحث المشرِّف المتعلِّق بالحج والعمرة والذي يطال ملايين الأشخاص كل عام".