عرب لندن
هددت مدرسة بريطانية والدي فتاة مسلمة باتخاذ إجراءات قانونية بحقهما، بسبب ارتداء ابنتهما تنورة اعتبرتها المدرسة "طويلة جداً"، وأجبرت المدرسة التلميذة المسلمة على العودة يومياً خلال شهر ديسمبر 2020 إلى منزلها، وهو ما جعلها تتعرض للتنمر من طرف باقي زملائها في المدرسة.
صحيفة الغارديان البريطانية أوضحت الثلاثاء 12يناير، أن المدرسة قامت بإرسال فتاة مسلمة إلى المنزل واعتبرت غيابها غياباً غير مصرح به، لارتداء الفتاة تنورة تُخالف معايير الزي المدرسي الخاصة بها.
طرد فتاة مسلمة بسبب تنورتها الطويلة!
تحدثت الصحيفة إلى الفتاة سهام حمود، البالغة من العمر 12 عاماً، حيث قالت إنها تعرضت للتنمر بسبب معتقداتها الدينية، بعد أن أجبرتها مدرسة أوكسبريدج الثانوية بناحية هيلينغدون، غرب لندن، على العودة إلى المنزل يومياً في شهر ديسمبر ، وطلبت منها ألا تعود إلى المدرسة إلا وهي ترتدي تنورة أقصر.
تقول سهام إنها اعتادت ارتداء تنورة بطول الكاحل إلى المدرسة لسنوات، وإنها صُدمت عندما أخبرها المدرسون الشهر الماضي بأنها لا ترتدي الزي الصحيح للمدرسة.
من جانبها، تقول المدرسة إنه يجب على الفتيات ارتداء سراويل سوداء أو تنورة سوداء قصيرة من تلك التي يوفرها مورّدو الزي الرسمي.
رغم تعارضها مع معتقداتها الدينية
مع ذلك، يقول والد سهام، إدريس حمود، البالغ من العمر 55 عاماً، إن التنانير القصيرة تتعارض مع المعتقدات الدينية لأسرة فتاة مسلمة وإن ابنته رفضت الذهاب إلى المدرسة بهذه الشروط. لكن الآن تهدده المدرسة هو وزوجته، سلمى يوسف، البالغة من العمر 44 عاماً، باتخاذ إجراءات قانونية ضدهما بزعم الغياب غير المصرح به لابنتهما.
في المقابل، تتحدث سهام، التي تدرس الآن من المنزل بسبب قيود الإغلاق المرتبطة بجائحة كورونا، عن مشاعر التخويف التي تتعرض لها بسبب التزامها بمعتقداتها.
تضيف سهام: "هذا يجعلني أشعر بالإقصاء، لأنني لا أستطيع رؤية أصدقائي. إنهم لا يقبلونني بسبب ديني وهذا خطأ. أشعر بالارتباط والضيق لأنني لا أستطيع ارتداء ما أريده من أجل ديني. آمل أن يغيروا قواعدهم حتى ترتدي الفتيات مثلي التنانير التي يرونها مناسبة إلى المدرسة".
لكن المدرسة تقول إن على الجميع الالتزام بالقواعد
على الجانب الآخر، كانت المدرسة قد أقرت قاعدة جديدة تتعلق بطول التنانير قبل عامين، ونصت فيها على وجوب ارتداء تنانير قصيرة ذات علامات تجارية معينة لطالبات المدرسة.
غير أن أسرة فتاة مسلمة تدعي أنها لم تعلم بهذا التغيير إلا مؤخراً، وأن سهام استمرت في ارتداء تنورتها الطويلة، غير مدركة أنها تنتهك أي قواعد، حتى تحدث إليها المعلمون بشأن الأمر في 1 ديسمبر.
في ذلك اليوم، أُعيدت سهام إلى المنزل لتغيير تنورتها، لكنها لم تعد إلى المدرسة يومها. وتقول عائلتها إن الشيء نفسه حدث معها كل يوم لمدة ثلاثة أسابيع من الفصل الدراسي.
من الجهة الأخرى، كانت المدرسة قد أرسلت لأولياء أمور فتاة مسلمة رسالة في 9 ديسمبر الماضي، تهددهم فيها باتخاذ إجراء ضدهما.
قالت المدرسة في خطابها: "يتم تسجيل غياب سهام على أنه غياب غير مصرح به، وقد يؤدي الغياب غير المصرح به إلى توقيع غرامة أو اتخاذ إجراء قانوني بحق ولي الأمر البالغ الذي يتحمل مسؤولية الولاية عن البنت أو الرعاية اليومية للطفلة".
أضافت المدرسة أن "الإجراءات القانونية قد تتخذ شكل إشعار عقوبة أو استدعاء لمحكمة التسوية المدنية. ومن ثم فإن المدرسة تطلب منك دعمها ودعم ابنتك، من خلال ضمان التحاقها بالمدرسة بالزي المدرسي الكامل بأثر فوري".
من جانبه، قال مدير المدرسة، نايغل كليمنس، إن "هذا الأمر يخضع حالياً للفحص عبر سياسة الشكاوى المدرسية الرسمية. لذلك لن يكون من المناسب تقديم مزيدٍ من التعليقات في هذا الوقت".