عرب لندن
نشر موقع “ميدل إيست آي” نقلاً عن مسؤولي تطبيق “مسلم برو” قولهم إنهم قرروا قطع العلاقة مع شركة تحديد المواقع بعدما باعت بيانات المستخدمين لفرع مهمته مكافحة الإرهاب والتمرد في الجيش الأمريكي.
وفي تقرير أعده عريب الله جاء فيه إن التطبيق يطلق عليه بأنه “أشهر تطبيق مسلم في العالم” وحمله أكثر من 75 مليون مسلم في 200 دولة حسب موقعه على الإنترنت. ويقدم التطبيق أوقات الصلاة وجهة القبلة للمستخدمين بناء على مكانهم. ويرفق أحيانا تسجيلات قرآنية وتذكيرا للمستخدمين بقراءة سور وآيات معينة في الصلاة.
كشف موقع "مذربورد" (Motherboard) المتخصص بالتقنية عن أن الجيش الأميركي يشتري بيانات الحركة الدقيقة للأشخاص في جميع أنحاء العالم، والتي تم حصادها من تطبيقات تبدو غير ضارة.
التطبيق الأكثر شعبية بين مجموعة "مذربورد" والتي تم تحليلها والمتصل بهذا النوع من بيع البيانات هو تطبيق صلاة المسلمين والقرآن الذي تم تنزيله أكثر من 98 مليون مرة في جميع أنحاء العالم.
وتشمل التطبيقات الأخرى تطبيق المواعدة الإسلامية، وتطبيق "كرايغ لست" (Craigslist) الشهير، وتطبيق لمتابعة العواصف، وتطبيق "المستوى" (level) الذي يمكن استخدامه للمساعدة، على سبيل المثال، في تثبيت الرفوف في غرفة النوم.
العديد من مستخدمي التطبيقات المشاركة في سلسلة إمداد البيانات مسلمون، وهو أمر جدير بالملاحظة بالنظر إلى أن الولايات المتحدة قد شنّت حربًا استمرت عقودًا على جماعات وصفتها بالإرهابية في الشرق الأوسط، وقتلت مئات الآلاف من المدنيين المسلمين خلال فترة وجودها.
ولا تستطيع مذربورد معرفة أي عمليات محددة استخدم فيها الجيش الأميركي هذا النوع من بيانات الموقع المستندة إلى التطبيق سواء كانت العمليات العسكرية في باكستان أو أفغانستان أوالعراق.
تم تنزيل التطبيق أكثر من 50 مليون مرة على "أندرويد" (Android) ، وفقًا لمتجر "غوغل بلاي" (Google Play) ، وأكثر من 98 مليون مرة في المجموع عبر منصات أخرى بما في ذلك "آي أو إس" (iOS) ، وفقًا لموقع مسلم برو.
ومن التطبيقات الأخرى التي أرسلت البيانات إلى "إكس-مود" تطبيق "مسلم منجل" (Muslim Mingle)، وهو تطبيق مواعدة تم تنزيله أكثر من 100 ألف مرة.
وحصلت مذربورد على وثيقة خدمة سرية داخلية تؤكد استخدام الوكالة للتكنولوجيا، وقامت بعض الوكالات الحكومية، بما في ذلك خدمة الإيرادات الداخلية (IRS)، بشراء إمكانية الوصول إلى بيانات الموقع من بائع آخر يسمى "فينتيل" (Venntel).
وتحصل بعض الشركات على بيانات موقع التطبيق من خلال المزايدة، وهي معلومات يتم جمعها من المزايدة في الوقت الفعلي، والتي تحدث عندما يدفع المعلنون لإدراج إعلاناتهم في جلسات تصفح الأشخاص. وغالبًا ما تحصل الشركات أيضًا على البيانات من مجموعات تطوير البرامج التي تعرف باسم (SDKs).
وفي مقابلة حديثة مع موقع "سي إن إن" (CNN)، قال جوشوا أنتون الرئيس التنفيذي لشركة "إكس-مود" إن الشركة تتعقب 25 مليون جهاز داخل الولايات المتحدة كل شهر، و40 مليونا في أماكن أخرى، بما في ذلك في الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادي. كما أخبرت "إكس-مود" موقع مذربورد سابقا أن مجموعات تطوير البرامج (SDK) الخاصة بها موجودة في نحو 400 تطبيق.
وقد تفاعل مغردون مع ما تداولته تقارير صحفية عن استخدام بيانات تطبيق مسلم برو لأغراض التجسس من قبل الجيش الأميركي.
وعبّر مستخدمو التطبيق عن غضبهم واستنكارهم تحت وسم "حذف مسلم برو" – (#DeleteMuslimPro)، مطالبين بحذف التطبيق.
ومن جانبه، طلب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "كير" فتح تحقيق عاجل من الكونغرس في استخدام الحكومة التطبيقات الإسلامية للحصول على بيانات شخصية لأفراد الجاليات المسلمة.
وقال نهاد عوض المدير التنفيذي للمجلس "ندعو الكونغرس إلى إجراء تحقيق عام شامل في استخدام الحكومة للبيانات الشخصية لاستهداف الجالية المسلمة هنا وفي الخارج".
وفي تطور لاحق، نقل موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) عن مسؤولي تطبيق مسلم برو قولهم إنهم قرروا قطع العلاقة مع شركة تحديد المواقع بعدما باعت بيانات المستخدمين لفرع مهمته مكافحة الإرهاب والتمرد في الجيش الأميركي.
وقالت زاريا جباري المسؤولة في موقع مسلم برو، إن تقرير مذربورد "ليس دقيقا وليس صحيحا"، لكنها أوضحت أن التطبيق قطع علاقاته مع إكس-مود، مؤكدة احترام ملايين المسلمين للتطبيق الذي يعتمدون عليه لمعرفة مواقيت الصلاة وجهة القبلة يوميا.
ولم يقدم تطبيق مسلم برو توضيحا لما وصفه بمعلومات "غير دقيقة وغير صحيحة" لتقرير مذربورد. ولم يرد على أسئلة إن كان على معرفة ببيع إكس-مود البيانات المتعلقة بمواقع المستخدمين لمتعهدين مع الجيش الأميركي
وقالت مصادر إن مسلم برو أعلن عن تحقيق داخلي للتأكد من الوضع ومراجعة "السياسات المتعلقة بالبيانات، والتأكد من التعامل مع بيانات المستخدمين بناء على المتطلبات المطلوبة".