عرب لندن
طعنت سيدتان محجبتان قرب برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بعد يومين من مقتل أستاذ التاريخ صمويل باتي، بقطع رأسه على يد مهاجر من أصول شيشانية في مدينة كونفلان سانت أونورين، قرب العاصمة.
وكشفت صحيفة "لوموند"، مساء الثلاثاء، أن تحقيقاً في تهمة "محاولة القتل العمد" فتح من قبل مكتب المدعي العام في باريس، بعد تعرض سيدتين للهجوم بالسكاكين حوالي الساعة الثامنة من مساء الأحد الماضي، وأن شخصين رهن الاعتقال حالياً في الدائرة الباريسية السابعة.
وكان رواد وسائل التواصل الاجتماعي قد تناقلوا مقطعاً مصوراً، قالوا إن إحدى الضحيتين قامت بتصويره، لكن وسائل الإعلام الفرنسية لم تذكر شيئاً عن الحادثة إلا بعد تصدر وسم "العدالة للمحجبات" موقع "تويتر"، بعد ظهر اليوم الثلاثاء.
ووفقاً لمحضر التحقيق، فإن سيدتين من أصل جزائري تعرضتا "لاعتداء قد يحمل طبيعة معادية للإسلام بحضور أطفالهما"، من قبل سيدتين، أثناء سيرهما في حديقة شامب دو مارس بالقرب من برج إيفل.
ونقلت "لوموند" عن مصدر مطلع على التحقيق قوله إنه "في هذه المرحلة من التحقيق لا يوجد دليل يدعم فرضية وجود دافع عنصري، أو آخر مرتبط بارتداء السيدتين للحجاب وراء الاعتداء عليهما".
من جهتها، قالت صحيفة "ليبراسيون" إن المشكلة بدأت بسبب كلب غير مربوط كان برفقة السيدتين. ونقلت الصحيفة عن كينزا (49)، إحدى الضحيتين، قولها إنها خرجت مع ابنة عمها أمل للتنزه في شامب دو مارس، مساء الأحد، قبل أن يندلع شجار مع سيدتين بسبب كلبهما الذي أخاف الأولاد ورفضتا أن تربطاه.
ويظهر مقطع الفيديو، الذي تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، صراخ امرأة مذعورة تقول "اتصل بقسم الإطفاء، تعرضت للطعن".

وقال مصدر في الشرطة لصحيفة "لوموند": "لم يرد ذكر للحجاب في الإجراءات. إنه اعتداء مؤسف ومثير للشفقة بسبب كلب، لكن ليس له بعد ديني"، لكن المدعي العام في باريس يعتقد "أنه من المبكر جداً الحديث عن الموضوع لأن التحقيقات لا تزال جارية"، وفقاً للصحيفة.
وبحسب ما تقول كينزا لـ"ليبراسيون"، فإن الدافع في البداية لم يكن دينياً من وجهة نظرها، لكنها أكدت توجيه عبارات عنصرية لها من قبل السيدتين: "عربية قذرة عودي إلى ديارك"، قبل أن تُطعن هي وابنة عمها أكثر من مرة. وأكدت أمل أقوال كينزا، لكنها أضافت في تصريح لـ"لوموند"، أن إحدى السيدتين قامت بتمزيق حجابها.
وتولى رجال الإطفاء نقل المحجبتين إلى المستشفى، حيث أصيبت أمل بطعنات عديدة وخضعت لعملية جراحية في يدها، بينما تعرضت كينزا إلى 6 طعنات، وأصيبت بثقب في الرئة، لكن حالتها الصحية مستقرة.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه فرنسا حالة استقطاب كبيرة في أعقاب مقتل باتي، إذ ارتفعت أصوات اليمين، واليمين المتطرف، بالدعوة إلى طرد المهاجرين والتضييق على المسلمين في فرنسا.

السابق تعليق صادم من وزير الداخلية الفرنسي عن منتجات الحلال
التالي أشهر ناشط تلفزيوني يتوقع نهاية العالم خلال أعوام قليلة