عرب لندن
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه تم الكشف عن محفظة عقارية سرية في المملكة المتحدة تقدر قيمتها بنحو 5.5 مليار جنيه إسترليني على أنها مملوكة لأحد أغنى رؤساء دول العالم، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبو ظبي.
فقد أظهرت الوثائق المسربة والملفات القضائية التي حصلت عليها "الغارديان"، إلى جانب تحليل السجلات العامة، كيف حشد الرئيس الإماراتي، 72 عاماً، إمبراطورية ممتلكات تضمنت مباني في بعض أكثر المواقع شهرة في لندن، من بينها ميدان بيركلي في مايفير وملكية 95 مبنى محاطاً بها
ويملك الشيخ خليفة مبنى "وان كينزنغتون غاردنز" One Kensington Gardens وهو عبارة عن مجمع شقق من تسعة طوابق وصممه المعماري البريطاني المعروف سير ديفيد تشيبرفيلد، حيث توجد شقق يتراوح سعرها بين 18 مليون جنيه إسترليني و26 مليون جنيه إسترليني؛ ومجمع سكني في نايتسبريدج يضم سفارة الإكوادور، حيث قضى مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج سبع سنوات مختبئاً.
وتشمل ثروة الشيخ خليفة أقدم وكالة سيارات "بنتلي" في العالم، وملهى "أنابيل" الليلي الشهير ومبنى "تايم لايف" في شارع نيو بوند، والذي أصبح الآن مقراً لمتجر هيرميس للسلع الفاخرة.
ويبدو أن إمبراطورية الملكيات العقارية في لندن تتفوق حتى على إمبراطورية دوق ويستمنستر، الملياردير البالغ من العمر 29 عاماً والذي يمتلك مساحات شاسعة من المدينة.
ولكن على الرغم من حجم محفظة عقارات خليفة، ظلت هوية المالك سرية لسنوات عديدة. وتم تنفيذ المعاملات من خلال مجموعة من الشركات الموجودة في الملاذ الضريبي لجزر فيرجن البريطانية، وتم التعامل معها من قبل عدد من مكاتب المحاماة المعروفة في لندن. وقد حرص المستشارون والمحامون على عدم ذكر اسم رئيس الإمارات مطلقاً، واشاروا إليه ببساطة على أنه "الزبون".
وقال مصدر مطلع على التعاملات التجارية لخليفة للصحيفة: "تم إنشاء [محفظة العقارات] بطريقة سرية من خلال صفقات تشبه التخفي، تم تجميعها بهدوء على مدار سنوات عديدة".
وتوضح الوثائق كيف أنه من الممكن في المملكة المتحدة لمستثمر ثري مثل الشيخ خليفة أن يبني إلى حد كبير إمبراطورية ممتلكات مترامية الأطراف تضم حوالى 1000 مستأجر، باستخدام هيكل معقد من الشركات الوهمية في الملاذات الخارجية ويديرها بعض أكبر شركات المحاماة في لندن.
وظهرت المصالح العقارية لخليفة في المملكة المتحدة لأول مرة في عام 2016، مع كشف "الغارديان" لأوراق بنما. لقد أعطت لمحة عن كيفية قيام رئيس الإمارات سراً بشراء عشرات العقارات في وسط لندن بقيمة تزيد عن 1.2 مليار جنيه إسترليني.
ومع ذلك، تشير الوثائق الأخيرة إلى أن ممتلكات خليفة أصبحت تساوي نحو خمسة أضعاف ذلك. ففي عام 2005 وحده، أنفق مليار جنيه إسترليني على خمسة عقارات، وفقاً لملفات المحكمة. وبحلول عام 2015، تضخمت قيمة المحفظة إلى 5.5 مليار جنيه إسترليني مع دخل إيجار سنوي قدره 160 مليون جنيه إسترليني.
وعلى الرغم من أن امتلاك العقارات في المملكة المتحدة من خلال الشركات الخارجية أمر قانوني تماماً، ولا توجد ادعاءات عن أي مخالفات، إلا أن حكومة المملكة المتحدة التزمت بتقديم سجل للشركات الأجنبية التي تمتلك عقارات في المملكة المتحدة لجعل السوق أكثر شفافية ومكافحة الفساد.
وقال متحدث باسم شركة لانسر لإدارة الممتلكات التابعة لخليفة، للصحيفة إن جميع العقارات "تم شراؤها بشكل مشروع". وقالت "إيفرشيدز" Eversheds، إحدى شركات المحاماة المعنية، إنها تصرفت تماماً وفقاً لالتزاماتها القانونية والتنظيمية في جميع الأوقات.
ولم يرد الشيخ خليفة على طلبات صحيفة الغارديان المتكررة للتعليق.