عرب لندن
"كان وحيدا عموما". في مدينة ايفرو الواقعة على بعد نحو 100 كلم غربي باريس، يتحدث جيران اللاجئ الشيشاني، الذي قتل، يوم الجمعة، مدرسا عرض رسوما كاريكاتورية للنبي محمد أمام تلاميذه في الفصل، عن شاب "كتوم" و"غارق في الدين" منذ نحو ثلاث سنوات.
غداة الهجوم الذي وقع في كونفلان سانت اونورين قرب العاصمة الفرنسية، وبعد عمليات تفتيش أجرتها الشرطة في منزل عائلة عبدالله أ، كان الهدوء يسود في حي لامدلين، في الشوارع المحاذية لسجن ايفرو.
قطع عبدالله أ. رأس أستاذ التاريخ والجغرافيا ورب الأسرة صامويل باتي البالغ 47 عاما، في شارع قرب المدرسة التي يدرس فيها في كونفلان سانت أونورين قرابة الساعة 17,00 ت. غ، بينما كان الأخير عائدا إلى منزله. ولقي المهاجم حتفه على يد الشرطة بعد وقت قصير.
أمام المبنى ذي الأربعة طوابق، حيث كان يعيش اللاجئ البالغ 18 عاما، يعبر أطفال بدراجاتهم، يخرج آخرون لشراء حاجيات أو لنزهة رفقة كلبهم. أما في الطابق الأول حيث مسكن العائلة، فالنوافذ مغلقة نصفيا .
في الليل داهمت الشرطة وعناصر مديرية مكافحة الإرهاب الشقة. ويقول مصدر أمني إن العمليات خلصت إلى توقيف والدي الشاب وجده وشقيقه الصغير "من دون صدامات".
جار أربعيني لم يرغب في ذكر هويته، يقول "أنا مصدوم". يضيف "نحن جيران، لكننا لا نعرف عن حيوات بعضنا، فهنا تقتصر الأمور على +صباح الخير إلى اللقاء+". يتابع "إنه مكان هادئ، ليس المكان سيء السمعة في حي لامدلين (...) إنه مكان للعائلات، لا ضجيج، وهو على هذه الحال طيلة الوقت".
صوفيا ذات ال23 عاما، الجالسة إلى جانب صديقة عند أدراج مبنى غير بعيد، تروي المزيد: "كنت أراه ولكن نادرا، كنت أرى أشقاءه الأصغر سنا أكثر". تضيف "رأته أمي قبل ثلاثة أو أربعة أيام، كان وحيدا وهو كان كذلك عموما. من النادر أن يختلط بالآخرين"، مشيرة إلى أن العائلة "كتومة" جدا .
عرف الشاب بارتكابه مخالفات قانونية، ولكنه كان مجهولا لدى أجهزة الاستخبارات في ملفات التطرف. يقول مسؤول محلي منتخب إنه "كان شابا بلا مشاكل"، مضيفا أنه درس في ايفرو "حتى الثانوية ولم تظهر عليه علامات تطرف"، نافيا "وجود متاعب مع هذه العائلة".
شاب آخر جالس خلف مقود سيارته بسترة سوداء وغطاء رأس رمادي، يصف جاره الذي كان معه في المدرسة نفسها بأنه "توقف عن الخروج كثيرا"، ويوضح "في السابق كان منخرطا في مشاجرات، لكن في العامين أو الأعوام الثلاثة الأخيرة هدأ كثيرا" و"غرق في الدين". ويقول "كان يصلي، لا يخرج كثيرا ويتحدث بتهذيب".
ألبير الأربعيني، الذي يقطن شقة في مكان غير بعيد، يقول "أجهل ما حدث في عقل هذا الصبي". ويضيف "أنا مصدوم، لم أكن لأتخيل ذلك (...) أن يحدث أمر على علاقة بالدين، إن الأمر غريب جدا لأن الجميع هادئ هنا".
من جهة أخرى، يوضح مصدر في الشرطة أن "حي لامدلين عبارة عن مدينة (مصغرة) تعاني من الانحرافات، التطرف، تجارة المخدرات". غير أن الجالية الشيشانية المقدرة بنحو 200 شخص في لامدلين من أصل 12 ألف ساكن، "لا تطرح مشاكل خاصة".
إلا أن هذه الجالية صارت تخشى في الوقت الحالي من أن تكون ضحية للتشهير والوصم عقب الاعتداء. يقول شاب في الحي "ليس كل الشيشانيين إرهابيون"، مضيفا "لا أعرف ما حصل معه، لابد أنه جرى استغلاله أو شاهد فيديوهات كثيرة، ولكن لا علاقة لذلك بجاليتنا".
في وسط ايفرو، نكست أعلام مقر البلدية حدادا على المدرس الذي قط ع رأسه.