https://www.youtube.com/watch?v=N1qeksTECF8&feature=youtu.be
منتدى التفكير - لندن
https://www.facebook.com/watch/live/?v=378996936455565&ref=watch_permalink
وضع الرئيس التونسي السابق الدكتور محمد المنصف المرزوقي، خطاب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون عن الإسلام، في سياق الحسابات السياسية والانتخابية، وبأن الرئيس الفرنسي يحاول الخروج من مأزقه السياسي من خلال الهجوم على الإسلام واستمالة اليمين المتطرف.
وأكد الدكتور المنصف المرزوقي خلال اللقاء الذي نظمه منتدى التفكير العربي مساء الجمعة بعنوان "المسلون وفرنسا.. سوء الفهم الكبير"، أنه يجب العودة للجذور التاريخية لتأسيس الجمهورية الفرنسية بعد الثورة، ونظامها العلماني، لفهم علاقة الدولة بالدين، مؤكدا أن ذهنية الثورة الفرنسية تقوم على العداء للدين بشكل عام لأنه من وجهة نظرهم تسبب في العديد من الحروب في تاريخهم.
وأكد الدكتور المنصف المرزوقي، أن خطاب ماكرون عن الإسلام وكونه يعيش أزمة، أمر مرفوض وغير مقبول، لأن الإسلام هو العمود الفقري للهوية ولا يمكن التخلي عنه ولا المساس به، معتبرا أن هذا الهجوم هو محاولة لتهريب النقاش حول الأزمات التي تعيشها فرنسا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.
تحول في المجتمع الفرنسي
ونبه المرزوقي، إلا التحول الحاصل حاليا في المجتمع الفرنسي، فالمهاجرون الذي هاجروا قبل عقود، الآن وصلوا للجيل الرابع، وهذا الجيل نجح في الوصول لمراكز متقدمة علميا وسياسيا واقتصاديا، وبات قادرا على الظهور أكثر في المجال العام، وهناك خشية من طرف البعض في فرنسا من أن يصبح هذا الجيل قادرا على التأثير في صناعة القرار الفرنسي.
وعبر الرئيس التونسي الأسبق، عن استغرابه من المصطلحات التي استعملها ماكرون في خطابه من خلال الحديث عن الانفصال الإسلامي، وعن محاولة بناء كيان سياسي موازي، معتبرا أن هذا خطاب للاستهلاك السياسي الآني، وستعود بنتائج سلبية على فرنسا.
التقاء اليمين المتطرف مع اليسار المتطرف في عداء الإسلام
ولفت المرزوقي إلى سابقة من نوعها وهي التقاء اليمين المتطرف واليسار المتطرف في العداء للإسلام، الأول من جهة أنه يرى أن الإسلام خطر، الثاني من ناحية عداءه للدين، "ولأن الإسلام الآن هو الأكثر انتشارا ووضعه جيد فهو الذي يتعرض لهجوم أكبر"، وواصل المتحدث نفسه أن هناك التقاء موضوعيا آخر بين اليمين المتطرف وبين الديكتاتوريات العربية، "من خلال التحريض على المسلمين في الغرب".
الديكتاتوريات هي التي تفرخ الإرهابيين
ووجه المرزوقي، نداء لأصحاب القرار في فرنسا بأن يكفوا عن دعم الديكتاتوريات، في العالم العربي، لأنها "هي أكبر منتج للمتطرفين وبالكف عن دعم الديكتاتورية ستتراجع التيارات المتطرفة".
ودعا المنصف المرزوقي، لعدم الخلط بين الإسلام والإسلام السياسي، "فالإسلام كدين لا يعيش أي أزمة ولكن الإسلام السياسي ربما يعيش أزمة مثل كل التيارات في العالم فحتى الديمقراطية تعيش أزمة بوصول الأنظمة الشعبوية للحكم"، كما طالب أيضا بعدم الخلط بين الغرب واليمين المتطرف "فالغرب فيه مثقفون وتيارات محترمة وأغلب الغربيين غير معنيين بالنقاش عن الإسلام بقدر ما يهمهم هو أوضاعهم المعيشية".
وحث الرئيس التونسي الأسبق المسلمين في الغرب وخصوصا في فرنسا، إلى رفض هذه التصريحات، لكن عدم الاستجابة للاستفزازات، وبالتحلي بالحكمة والرصانة، والرد على هذه التصريحات بالنجاح أكثر في المجتمع.