عرب لندن
اكتشف علماء الفلك عينات من غاز الفوسفين في الغلاف الجوي السميك لكوكب الزهرة، الذي يرجح أن يكون مصدره حيويا، وفق دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية، الاثنين.
والفوسفين هو غاز شديد السمية، تنتجه على الأرض الكائنات الحية الدقيقة اللاهوائية التي لا تحتاج إلى أكسجين. ومؤخرا تم اقتراح البحث عن الفوسفين في أجواء الكواكب، كعلامة على احتمال وجود الحياة عليها.
وكوكب الزهرة، هو ثاني كواكب المجموعة الشمسية من حيث قربه من الشمس، وهو ترابي وله صفات شبيهة بالأرض.
ووجد العلماء أن هذا الاكتشاف سيدفعهم للبحث عن الحياة على هذا الكوكب، ذي الغلاف الجوي الغني.
ويشكك باحثون في علم الفلك، في هذه الفرضية، ويقولون إن غاز الفوسفين يمكن أن ينتج عن عمليات جوية أو جيولوجية غير مفسرة على هذا الكوكب، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
ولكن ما اتفق عليه العلماء أن كوكب الزهرة لا يزال يحتاج إلى دراسة احتمالات الحياة في غلافه الجوي، والبحث عما إذا كان غاز الفوسفين في غلافه الجوي من أصل بيولوجي (حيوي).
ويعتبر بعض العلماء أن كوكب الزهرة هو توأم الأرض، إذ إنه يتمتع بذات الكتلة، وما يعرفونه عنه أنه كان يتميز، قبل ملايين السنين، بجو يمكن أن تزدهر الحياة فيه كما نعرفها نحن.
ويستدل الباحثون على إمكانية الحياة على الزهرة، بأن الأرض لم يكن مناسبا للحياة قبل ملايين السنين، ولكنه تطور لتجتمع فيه بيئة غنية بالأكسجين تسمح بالحياة عليه.
وكانت دراسة أعدها باحثون أميركيون من معهد غودارد لدراسات الفضاء، التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، صدرت في سبتمبر العام الماضي، قد كشفت أن كوكب الزهرة كان يتمتع، قبل ملايين السنين، بخصائص بيئية تساعد على تكون الحياة فيه.
وفي ذلك الحين، كان سطح الزهرة يحتوي على موارد مائية، والجو السائد فيه كان يغلب عليه الاعتدال، كما أن درجة حرارته العامة كانت معتدلة ومستقرة تسمح بوجود الحياة، وفق الدراسة ذاتها.
وافترض القائمون على الدراسة، وفق المعطيات التي جمعوها، أن درجات الحرارة على الزهرة كانت تتراوح بين 20 و50 درجة، وهو متوسط يسمح للكائنات الحية بالعيش والاستمرار، خصوصا وأن عنصر الماء كان متوفرا لنحو "ثلاثة مليارات سنة"، بحسب الدراسة.
لكن هذا الوضع تغير جذريا، قبل نحو 700 مليون سنة، حين تضاعفت درجات الحرارة على كوكب الزهرة، ليصل معدلها اليوم إلى نحو 460 درجة مئوية.