عرب لندن
فاجئ مرشح الحزب الديمقراطي الأميركي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن جمهوره خلال زيارته لكينوشا في ولاية ويسكونسن الخميس الماضي، عندما قال إن "رجلاً أسود هو الذي اخترع المصباح الكهربائي، وليس رجلاً أبيض اسمه توماس إديسون".
جاء كلام بايدن أثناء إلقائه خطاباً في "كنيسة غريس لوثيران"، بعد لقاء مع أفراد أسرة جاكوب بليك، الأميركي الأسود الذي كان عنصراً في الشرطة أطلق عليه النار سبع مرات في أغسطس /آب الماضي
وخلال اللقاء، وعد بايدن في حال فوزه بانتخابات الرئاسة، بتحسين سجل البلاد في مجال العدالة بين الأعراق، مستنكراً غياب تمثيل مختلف فئات الشعب الأميركي في تدريس مادة التاريخ. وتساءل "لماذا لا ندرس الحقائق التاريخية في صفوف التاريخ؟ فالشخص الذي اخترع المصباح الكهربائي هو رجل أسود، ولم يكن رجلاً أبيض اسمه إديسون... وهناك كثير من الأمثلة الأخرى المشابهة، فهل يعلم أحد بذلك؟".
وتابع المرشح الديمقراطي مستذكراً "مذبحة تولسا" في العام 1921 والتي "حصلت عندما هاجمت مجموعات من السكان البيض حازت على أسلحة من مسؤولي المدينة، السكان السود والشركات التي يمتلكها أفراد أغنياء من مجتمع السود"، وتدمير ما كان يُعرف باسم "بلاك وول ستريت" في أوكلاهوما، وهما واقعتان لا يتم تدريسهما في المدراس، بحسب تعبير بايدن.
ويبدو أن نائب الرئيس الأميركي السابق كان يشير إلى المخترع الأميركي الأسود لويس هوارد لاتيمر الذي عمل على تطوير كل من المصباح الكهربائي والهاتف.
وتذكر السيرة الذاتية للاتيمر التي أعدتها مؤسسة "ليملسون - أم آي تي" Lemelson-MIT المعنية بالمخترعين البارزين، وتشجيع الجيل الناشئ على التعمق في الحياة المهنية والمهن من خلال الاختراع، أنه بعدما انضم هذا العالم إلى فريق أبحاث النخبة التابع لتوماس إديسون، قدّم أحد أهم إسهاماته في العلوم من خلال تطوير المصباح الكهربائي وتحسينه، الذي حصل رب عمله (إديسون) في ما بعد على براءة اختراعه عام 1880.
النسخة الأصلية لتوماس إديسون للمصباح اعتمدت على الإنارة بواسطة خيوط ورقية متوهجة سرعان ما كانت تحترق وتنطفئ، لكن لاتيمر ابتكر نموذجاً آخر يمتاز بسلك مصنوع من مواد كربونية أكثر متانة، وقام ببيع براءة اختراعه التي حملت عنوان "الإضاءة الكهربائية المتوهجة بواسطة خيوط الكربون" Incandescent Electric Light Bulb with Carbon Filament لشركة الكهرباء الأميركية عام 1881.
ومن بين الاختراعات الأخرى التي قدمها لاتيمر المرحاض الأول لعربات السكك الحديد، وكان أحد السباقين في ابتكار مكيّف الهواء.
وقام ألكسندر غراهام بيل بتوظيف لاتيمر رساماً تخطيطياً ومساعداً له عام 1876، وكانت هناك أيضاً مزاعم بأن لاتيمر هو الذي اخترع الهاتف في الواقع، على الرغم من تجاهل تلك الأقاويل في الغالب، لأن لاتيمر كان دافع أمام المحكمة عن بيل في تبنيه لاختراعاته الأولى.
وفي حين أن توماس إديسون هو الذي اخترع أول مصباح متوهج قابل للتطبيق تجارياً، فإن لاتيمر أسهم في انتشار استخدامه على نطاق واسع، بفضل التحسينات التي أضافها وحاز من خلالها على براءة اختراع.