كتب – كريم إمام
يتجه عدد من المراكز والمؤسسات الثقافية والفنية في لندن إلى التأقلم مع الوضع الحالي لأزمة انتشار فيروس كورونا (كوفيد ١٩)، من خلال الإبقاء على فعالياته وأنشطته عبر الإنترنت.
وقد استطاعت العديد من المؤسسات والهيئات والمراكز الفنية والثقافية التأقلم مع الوضع بشكل سريع، من خلال تمكن العاملين بها من التحول السريع إلى المنصات الرقمية لعدم خسارة جمهورهم ومتابعيهم، واستمرار ما يقومون به لأغراض إنسانية.
في هذا السياق أعلن مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن عن مبادرة لمساندة الجهود الطبية في فلسطين، من خلال عرض أسبوعي للأفلام الفلسطينية، والتبرع من قبل المشاهدين من أجل هذا الغرض.
وأطلق المهرجان، عبر صفحاته الرسمية، تلك المبادرة التي تتضمن عرض فيلم كل يوم جمعة يستمر طوال الأسبوع بالتعاون مع صناع الأفلام لجلب سحر ودفء أعمالهم السينمائية إلى بيوت الناس المتضررين من الحظر المفروض، والذي أعلن عن استمراره لمدة أسبوعين إضافيين، مع مطالبة المشاهدين في الوقت ذاته بالتبرع بما يستطيعوا من أجل مساندة جهود العاملين في القطاع الطبي في فلسطين، عبر منظمة (MAP) Medical Aid for Palestinians التي تعمل على مساندة وتدريب الأطباء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ويتضمن عرض الأسبوع الجاري، خلال الفترة من 17 وحتى 24 من أبريل، فيلمان قصيران؛ الأول بعنوان Yellow Mums للمخرج فراس خوري ومدته 32 دقيقة. والثاني بعنوان Ave Maria للمخرج باسل خليل ومدته 15 دقيقة.
وتقول رؤى نابلسي، منسقة المهرجان، في اتصال هاتفي مع (عرب لندن)، مع ما يحدث حاليا جراء أزمة كورونا، فإن العديد من الجهات الفنية والثقافية كانت تفكر في التحول إلى المنصات الرقمية على الانترنت لمواصلة التفاعل مع الجمهور ومساندته في هذه الأوقات العصيبة، وفي الوقت ذاته دعم صناع الأفلام وتقديم وجبات سينمائية دسمة للناس في البيوت، مشيرة إلى أنهم كقائمين على المهرجان تباحثوا عن أشكال وسبل هذا الدعم، فكانت هذه الفكرة هي الأفضل بأن نقدم أفلام فلسطينية وندعم بها أهلنا في فلسطين، وبالطبع كان اختيار فلسطين لأنها المكان الذي يحتاج إلى مساعدة في هذه الأوقات أكثر من غيره من الأماكن، وبهذا فإننا نصطاد أكثر من عصفور بحجر واحد.
وبخصوص اختيار الأفلام تقول رؤي إنهم في المهرجان لديهم علاقات مع معظم صناع الأفلام في فلسطين، وتضيف: قد تحاورنا مع هؤلاء على مدى السنوات الماضية، وبالتالي سيكون هناك كل أسبوع أفلام متنوعة للجمهور بعد أن أعطونا حقوق عرض أفلامهم. لافتة إلى أنهم يحاولون اختيار أفلام تتماشى مع ما يحدث حول العالم الآن، فهي أفلام قد تكون خفيفة ومسلية، حيث نبدأ بفيلمين قصيرين، ولكن بعد ذلك سيكون هناك تنوع في ما يقدم من أفلام وثائقية وأفلام روائية طويلة، مشيرة إلى أن معظم تلك الأفلام كان قد تم عرضها خلال المهرجان، وبالتالي هي فرصة جيدة لمن فاته مشاهدتها.
وعن كيفية توصيل المساعدات إلى فلسطيني الداخل تقول: نعمل بشكل مباشر مع أعضاء منظمةMAP الذين يعملون على الأرض هناك، وسيتم تخصيص كافة الأموال لمساعدة جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا، ونحرص على أن تذهب تلك المساعدات للأناس المحتاجين من خلال المؤسسة التي نثق بها، نظرا لما يقومون به ولسمعتهم في المجال الطبي في فلسطين.
ولفتت الانتباه إلى أن الفكرة هي أن نقدم أي نوع من المساعدة، لذلك لم نحدد أي مبلغ معين يتوجب على من يود مشاهدة الأفلام دفعه، ولكن أيضا لهؤلاء الذين لا يستطيعون الدفع يمكن أن نمنحهم روابط مشاهدة الأفلام بالمجان، ولكن الفكرة هي دعم هؤلاء الذين يحتاجون الدعم ولو حتى بجنيه واحد.
واختتمت حديثها بالقول: "هي أوقات عصيبة وغير متوقعة، ومن المهم ألا ننسى فلسطين، خصوصا أننا جميعا لدينا مشاكلنا الخاصة والشخصية في هذه الأوقات، ولكن هناك أهمية لدعم هؤلاء الذين يحتاجون المساعدة، ولابد أن نجد الطرق لتذكر وتقديم المساعدة للفلسطينيين ولصناع الأفلام وللعاملين في المجال الصحي، لنساعدهم في استمرار عملهم والتأقلم مع الوضع".
يذكر أن النسخة الأخيرة للمهرجان الذي يعقد بشكل سنوي كانت قد شهدت خلال الفترة من 14 إلى 21 نوفمبر الماضي، عرض مجموعة من الأفلام الفلسطينية الحديثة والقديمة، الروائية الطويلة والقصيرة بحضور جمهور لندني كبير من عشاق السينما.