كريم إمام- لندن
استضاف مركز Mosaic Rooms لقاءا حواريا عبر الإنترنت،مع المخرج السوداني شهاب ساتي، بعد عرض فيلمه الأخير "سيروتونين" خلال عطلة نهاية الأسبوع . وحضر اللقاء الإلكتروني، مجموعة من المهتمين بالسينما من أنحاء العالم.
وقدمت أنجلينا أجرولوفيتش وسيجرون، اللتان قامتا بتنظيم اللقاء، نبذة عن المخرج الذي بدأ خاض أولى تجارب التصوير عندما كان في الثامنة من عمره، عن طريق كاميرا والده. وقال شهاب أنه سعيد بهذا التعاون وبفرصة أن يشاهد فيلمه جمهور متنوع عبر الإنترنت، فيما وصف الفيلم بأنه حلم تحقق بعد ثلاث سنوات من العمل. و أكمل شهاب قوله بأن الفيلم هو مشروع مميز يعكس ما مر به من وحدة وموت وحياة، وأنه قدمه من زاوية مختلفة فخرج بشكل تجريبي.
وبعد سؤاله عن سبب اختياره لعنوان الفيلم قال ساتي، أنه عندما قام بالبحث عن شعور الاكتئاب، وجد بأن هناك أنزيم يعزز حالة السعادة عند الأشخاص بعد الشعور بالإحباط، ومن هنا جاء الاسم. وقال ساتي بخصوص السيناريو والموسيقى التي اختارهما في الفيلم، أن بدايته كانت مختلفة عن نهايته، و أن هذا الاختلاف تم إيصاله للجمهور عن طريق استخدام تقنية الأبيض والأسود، فيما استخدمت الألوان لتعكس شعور الشخصية الرئيسية والتي تعود إلى الله أو إلى السعادة وتتبدل الصورة إلى ملونة. وأضاف: " أردت أن أقدم فيلم بالأبيض والأسود قبل القيام بهذا العمل، ولكن أعتقد أن طبيعة الفكرة هي التي تفرض ذلك في النهاية. في هذا الفيلم هناك استخدام للأبيض والأسود الذي يعني بالنسبة لي الوحدة، وهي وسيلة لعكس شعور الوحدة والكآبة. أما عن عملية الكتابة فكانت بطيئة عبر كتابة مشهد ثم بعد مدة كتابة آخر ومن ثم جمعها في كتلة متسلسلة عبر خط رئيسي مع انتقال بين الفلاش باك والوهم والحقيقة، ولفت إلى أنه يقدم الموسيقى لأول مرة وأنه تأثر بموسيقى راجح داوود."
أما عن ردود الفعل في السودان ، قال ساتي أن بعضا من الجمهور السوداني رأى أن الفيلم يخوض في السياسة و يعبر عن تغيير الحكومة، وأن صوت الناس يعني الثورة. وأضاف ساتي: "شخصية وئام في الفيلم تعبر عن الحياة ولكن مع الشعور بالوحدة الذي يسيطر على كل شخصيات الفيلم، وهو ما يعكس شعوري الشخصي بالوحدة حيث أني وحيد الأسرة، كما أنه يعكس صراع الناس بنوع من الرهبة وإحساس بعدم التواصل، ما جعلني أدخل في حالة من الاكتئاب"، لافتا أن قيامه بهذا الفيلم كان أداته للخروج من هذا الشعور.
وردا على سؤال السبب وراء تأثره وإلهامه، أشار ساتي إلى حقيقة ولادته في سلطنة عمان وانتقاله للعيش في السودان فيما بعد، وتأثره بالثقافة العربية الإسلامية بالإضافة إلى تأثره بسينما يوسف شاهين ومحمد خان وأمجد أبو العلا ومحمد كردفاني وكريستوفر نولان. وتحدث ساتي عن تاريخ السينما في السودان منذ كانت سيارات الحاكم البريطاني تجوب القرى والمدن لتعرض السينما في أوائل القرن الماضي، وقارنها بالمشهد السينمائي الحالي، فيما أشاد بجهود مؤسسات مثل Sudan Film Society و Cinema Youth اللتان ساهمتا في إفراز وخلق فرص لتدريب الجيل الجديد من السينمائيين الموجودين في الساحة السينمائية السودانية. و أشار إلى أنه لم يتعاون مع أي جهة في إنتاج هذا الفيلم الذي يرغب في عرضه على أكبر قدر ممكن من المشاهدين حول العالم، ولم يؤثر شعوره بالرهبة من الإقدام على العمل على فيلم آخر في الوقت الحالي.
يذكر أن شهاب ساتي من مواليد عام 1998، وهو صانع أفلام ومؤسس شركة SudaLoops Art Production المستقلة للإنتاج الفني وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي. خاض ساتي مجال صناعة الأفلام منذ أن كان عمره 8 سنوات، واستضاف عرضًا أسبوعيًا على Youtube منذ العام ٢٠١٠ وقدم ورش عمل، فيما عمل في العديد من الأفلام القصيرة والبرامج التلفزيونية كمشغل للكاميرا. سيروتونين هو أول فيلم له يتم عرضه دوليًا.