عرب لندن
قدم الفيلم الوثائقي "الجاسوس 88"، الذي أنتجه التلفزيون العربي، وبثه قبل يومين، ما كان منتظرا منه، وهو يجلي الكثير من الأغطية عن حقيقة الدور الذي لعبه إيلي كوهين، أحد أشهر الجواسيس الإسرائيليين، لفائدة بلده، على حساب سوريا والنظام السوري، وإن كان أعدم في الأخير، على رؤوس الأشهاد.
الفيلم الوثائقي الاستقصائي، بعنوان الجاسوس 88، وهو رمز التعريف الذي أعطاه الموساد للجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، عاد ليميط اللثام عن خفايا كثيرة تهم قضية شغلت الرأي العام وما تزال منذ أكثر من 55 عامًا، وقدم معطيات جديدة، وأخرى معروفة، فسرت أمور غامضة في قصة تشبه الخيال.
وركز الفيلم الوثائقي على جانب لم يطرح بقوة وتركيز من قبل كثيرين اهتموا بقصة الجاسوس 88، الذي بعث به الموساد إلى سوريا كي يخترق النظام السوري، بسياسييه وطبقته المثقفة، ويرسل معطيات حساسة إلى إسرائيل، إذ أنه طرح السؤال بخصوص الدور الذي لعبه الجاسوس في تعقب بعض النازيين الذين استجاروا بسوريا، وحماهم النظام، وبخاصة منهم فرانز راديميكر وألويس برونر الذي أصبح قريبًا جدًا من رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد.
الفيلم تضمن شهادات لكل من أبراهام كوهين، شقيق ايلي كوهين، ونعوم نحمان تيبر مؤلف كتاب "إيلي كوهين - الملف المفتوح". وساهم فيه ضيوف آخرون، هم الباحث والمؤرخ في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، صقر أبو فخر، والضابط السابق في نظام حزب البعث جان عبدالله، والعضو السابق في حزب البعث - قيادة فرع دمشق، ناصر سابا.
ومن بين النقط التي تطرق لها الفيلم الوثائقي، الطريقة التي اكتشفت بها لعبة الجاسوسية لإيلي كوهين، وتبين إلى أي حد وقع في مغبة أفعاله، إذ أنه كان يحصل على أخبار عادية جدا من قبل بعض الإعلاميين المشتغلين مع النظام، ولم يبث بعضها، في حين وصلت إلى إسرائيل، مما جعل المعنيين يشكون بوجود جاسوس، ثم يتعقبون الخيط المسرب، فيصلون إليه، ثم يعدم شنقا.