عرب-لندن

 

نشرت صحيفة "الاندبندنت" يوم الخميس، مقالا للكاتب سديم حسين، ينقل فيه قول مسؤولين صحيين أن الفئة الأكثر تضررا من فيروس كورونا هم المسلمون. 

و قال الكاتب في مقاله أن أماكن العبادة في بريطانية واحدة من أكثر الأماكن التي قد ينتشر فيها الفيروس بكل سهولة بسبب التجمعات الكبيرة. 

أضاف الكاتب أن الفيروس قد ينتشر بشكل أكبر وسط المجتمعات التي تقوم ثقافتها على التجمع في مكان واحد، الأمر الذي نصحت الحكومة البريطانية بتجنبه. 

و قال حسين: "بالنسبة لأفراد المجتمع المسلم، فإن هذا أمر صادم، لكنه ليس مفاجئا، فالمسلمون عرضة للفيروس، وعليهم الاعتراف بهذا قبل فوات الأوان، ولو شعر المسلمون بأن الحكومة تخلت عنهم أو أهملتهم، فإن التداعيات ستكون خطيرة طالما استمرت الأزمة".

وأشار الكاتب إلى أن العديد من المسلمين يعيشون ضمن عائلة ممتدة، حيث قد تعيش ثلاثة أجيال تحت سقف واحد، مما يعني وجود عدد أكبر لاحتمالية حمل الفيروس فيما بينهم. و قال الكاتب أن هذا الأمر من شأنه تعريض حياة كبار السن للخطر، خصوصا أنهم لا يستطيعون العيش بمعزل عن باقي الأقارب. 

و لفت حسين النظر إلى أن العديد من المساجد أغلقت أبوابها أمام المصلين فعلا في العديد من الدول العربية وبريطانيا، لكن على الجانب الآخر، لم تتقيد كل المساجد بهذه الأوامر مما قد يؤدي لزيادة عدد المصلين في المساجد المفتوحة و زيادة خطر الإصابة بفيروس كورونا. 

و أفاد الكاتب إلى أن المصلين يكونون قريبين جدا من بعضهم البعض خلال أداء الصلوات مما يتيح للفيروس التنقل بكل سهولة، و أضاف:نعلم هذا من أحداث في دول إسلامية، كما في ماليزيا التي انتشر فيها كوفيد-19 بسبب تجمع ديني في مسجد، ما سمح للفيروس بالانتشار ليس في داخل البلاد ذاتها، لكن في ست دول أخرى، وهذا كله يجعل فيروس كورونا مثيرا لخوف المسلمين، فالمناطق التي يعيشون فيها، مثل برادفورد، هي الأكثر حرمانا في البلاد، إذا انتشر الوباء، فإن الوضع الصحي سيكون سيئا".

و ذكر حسين أن في بعض المناطق التي يعيش فيها المسلمون، هناك نوع من عدم الثقة أو عدم الوعي بتوجيهات الحكومة، إضافة إلى أن المؤتمرات الصحفية يتم نقلها باللغة الإنجليزية، ما قد يجعل اللاجئين و الأطفال الذين لا يتحدثون الإنجليزية في حيرة من أمرهم بسبب ضياع العديد من المعلومات وسط الحديث. 

و يرى حسين أن أولئك الذين لا يفهمون الإنجليزية "سيعانون من الصدمة أو الأمراض النفسية في حال تم إغلاق كل شيء، وستنتشر هذه الصدمة وسط الأقلية المسلمة مع تطور الأزمة، فمنع التجمعات لأكثر من 100 شخص هو منع للجنازات، التي يزيد عدد المشاركين فيها على 300 شخص". 

و قال الكاتب أن التوجيهات الحكومية كانت واضحة، لكنها يجب أن تكون الآن متعددة اللغات و الثقافات، و أن الحكومة يجب أن توفر دعما للسلطان المحلية لتوفير الطعام و الإمدادات لمن يحتاج المساعدة. 

 

السابق ممرضة بريطانيا في العناية المركزة عقب إصابتها بفيروس كورونا
التالي فلسطينيو بريطانيا يعقدون مؤتمرا شاملا لبحث التصدي لــ"صفقة القرن"