عرب لندن- لندن
وضعت إيطاليا كلها تحت الحجر الصحي مع تضاعف أعداد الإصابات الأمر الذي جعلها البلد الأوروبي الأكثر إصابة بالوباء بعد الصين.
وبعقد مقارنة بين إيطاليا وبريطانيا تبدو بريطانيا أفضل حالا للأسباب التالية:
1- اختلاف الانتقال المبكر
عدد الحالات المؤكدة ليس مطابقا للعدد الفعلي للحالات إذ يتوقف الأمر على عدد الأشخاص المصابين الذين يتم اكتشافهم.
قد يكون تفشي الوباء في البلدين بمعدل متشابه الآن، ولكن بريطانيا اكتشفت حالات أبكر من إيطاليا. ارتفعت الأرقام في إيطاليا بصورة كبيرة يوم 23 فبراير/شباط، مما دعا العلماء للاعتقاد أنه كانت هناك فترة ينتشرفيها الفيروس دون اكتشافه.
وقد حد ذلك من إمكانية اتخاذ إجراءات مثل الاتصال بمن اتصلوا عن قرب بالمرضى وعزل الحالات لمنع انتشار المرض.
وقال البروفيسور جيمي ويتوورث، أستاذ الصحة العامة الدولية، إن هذا جعل النظام الصحي غير قادر على مواكبة الانتشار والسيطرة عليه.
وأشار باحثون أيضاً إلى أن أنظمة فحص الفيروس واكتشافه في إيطاليا تعرضت لضغط كبير ولم تتمكن من مواكبة التعامل مع الحالات الجديدة. وهذا يعني أن الأرقام المسجلة في إيطاليا قد تكون أقل من الأعداد الحقيقة.
ويقول ويتوورث إنه مع توفير بريطانيا منشآت جديدة لاكتشاف الفيروس، قد نشهد "قفزة في الأرقام"، وليس ذلك نتيجة لتفشي العدوى ولكن لاكتشافها بصورة أفضل.
2-انتشار الوباء في إيطاليا أكثر تركيزا
يعتمد الضغط على النظام الصحي أيضا على مكان وجود كل حالة ومدى حدتها.
وهناك أسباب قوية تشير إلى اختلاف هذه العوامل بين البلدين. منذ الانتشار الأولى للفيروس في إيطاليا، تركز معظم تفشي الفيروس في المناطق الشمالية. ولكن تفشي المرض أكثر انتشارا في مختلف المناطق في بريطانيا. كما هو الحال في لومباردي، يوجد في لندن نحو 15 في المئة من عدد سكان بريطانيا. ولكن نسبة الحالات فيها أقل، نحو 25 حالة من بين كل مئة حالة.
ولهذا فإن 15 ألف حالة موزعة على أرجاء بريطانيا قد لا تشكل نفس الضغط على المستشفيات كما لو كانت الحالات مركزة في منطقة واحدة أو مدينة واحدة.
3-عدد أكبر من الحالات المؤكدة في إيطاليا حالات قاتلة
معدلات الوفاة ضمن الحالات المؤكدة في إيطاليا أعلى من بريطانيا. منذ 12 مارس/ آذار كان معدل الوفاة بين الحالات التي تم اكتشافها في بريطانيا 1.4 في المئة بينما بلغ 6.7 في المئة في إيطاليا على الأقل.
ويقول ويتوورث إن السكان في إيطاليا أكبر سنا من بريطانيا، وإن آثار الفيروس أشد وطأة على من هم أكبر سنا.
ويرى الباحثون إن أحد أسباب ارتفاع معدل الوفيات في إيطاليا قد يكون ناجما عن الضغط الذي يتعرض له النظام الصحي.