هو شريط فيديو تقشعر له الأبدان، ذلك الذي بثته القناة التلفزيونية الكورية الجنوبية إم.بي.سي، عبر يوتيوب، ويظهر لحظة مؤثرة لأم وهي تحضن، بفضل تكنولوجيا الواقع الافتراضي المعزز، ابنتها التي توفيت منذ أربع سنوات، وهي في السابعة من عمرها.
وقد لاقى هذا الفيديو الذي أثار الجدل رواجا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
"ماما، أين كنت؟".. يبدأ الفيديو المصور بهذه العبارة المؤثرة الصادرة عن شخصية طفلة تعتبر بمثابة "نسخة طبق الأصل" من الطفلة نايوان الكورية الجنوبية التي توفيت إثر مرض عضال وهي لم تتجاوز بعد السابعة من العمر.
وهذا المقطع هو نتيجة مشروع وثائقي قصير بعنوان " قابلتك" أو " I Met You" أنتجته قناة إم.بي.سي الكورية الجنوبية باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي ونشرته على قناتها الخاصة عبر اليوتيوب.
موقع فرانس 24، الذي نشر مقالا مطولا في الموضوع، أوضح أن العمل على "تجسيد" هذه الطفلة استغرق نحو ثمانية أشهر، فالعمل على إصدار نبرات صوتها كما كانت وهي على قيد الحياة، بالإضافة إلى تجسيد ملامح وجهها الصغير تطلّب مجهودا كبيرا ووقتا طويلا حتى لا تخطئها عينا أمها جانغ جي-سونغ التي فقدتها في عام 2016، وفق ما ورد في صحيفة "آجو بيزنز ديلي" Aju Business Daily الكورية الجنوبية.
ولتمثيل حركات جسد الطفلة، يقول المصدر نفسه، سجل فريق العمل حركات عفوية لطفلة بعمر نايوان.
ولكي تعيش الأم هذه اللحظات النادرة بكل جوارحها، ارتدت قناعا مخصصا لنقل عملية الواقع الافتراضي وقفازات لتعيين الإحساس وكأنها تحمل نهايات عصبية، وبهذه الطريقة استطاعت الأم الثكلى أن "تلمس" ابنتها التي فقدتها منذ أعوام.
"أين كنت يا أمي؟" وبهذه العبارة التي رددتها "نايوان" الافتراضية استقبلت الطفلة أمها في العالم "الوهمي". وقالت جانغ جي-سونغ أثناء تصوير الوثائقي وهي تمسك بيد ابنتها الصغيرة الافتراضية "سأقوم بهذه التجربة في جميع الأوقات"، ثم علت وجهها ابتسامة ممزوجة بألم الفراق.
أما عقب الانتهاء من التصوير، يقول المصدر، فقد صرحت جانغ جي-سونغ "لقد قابلت ابنتي ورأيت ابتسامتها، لقد حققت حلما طالما أردته"، وأضافت وهي لا تكاد تتمالك دموعها أنها أصرت على الظهور بنفسها في هذا الوثائقي لكي تبعث رسالة أمل "إلى كل شخص فقد طفلا أو أخا أو أبا".
المقطع حقق رواجا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بين مشيد بالتكنولوجيا التي من شأنها أن تقرب المسافات وأن تعيد لنا أحبابنا، ولو افتراضيا، ومشكك في صحة المقطع لشدة فرادة التجربة وشبهه بحلقة من مسلسلات الخيال العلمي.