كتب – كريم إمام

تورباي منطقة تقع في مقاطعة ديفون جنوب غرب إنجلترا، تديرها السلطة الموحدة لمجلس تورباي، تغطي المنطقة مدن توركواي وبيجنتون وبريكسهام الواقعة على التوالي من الشمال إلى الجنوب حول ميناء طبيعي مواجه للشرق على القناة الإنجليزية.

تعد تورباي مقصدا هاما لكل من يود الاستمتاع بالطبيعة الانجليزية في أبهى صورها من شواطئ متنوعة وأنهار وغابات ومرتفعات خضراء تبعث نوع من الأمل حيال من يطالعها.

نمط الحياة في هذه المنطقة مختلف يمتزج بنوع من الحرية وحب الحياة والانتماء لهذا الكوكب، يطلق عليها الريفييرا الإنجليزية، حيث صارت معروفة لدى الإنجليز منذ زمن بعيد كمنتجع يلوذون إليه طلبا للراحة والهدوء والتواصل مع الطبيعة.

تضم المنطقة واحدة من ثماني منتزهات بيولوجية في المملكة المتحدة، وواحدة من أكثر من ثمانين في جميع أنحاء العالم. تم إعلانها منتزه جيولوجي في 16 سبتمبر 2007 وتغطي الحدائق الجيولوجية 6200 هكتار على الأرض و4100 هكتار من قاع البحر، ويقال إنها المكان الوحيد الذي تنمو فيه النخيل في بريطانيا!

التقينا زوج انجليزي في نهاية السبعينيات من العمر انتقلوا للعيش في بلدة توركواي منذ خمس سنوات ونصف، في البداية يحدثنا سِيد شريف عن تورباي قائلا: هي مكان جميل جدا للعيش فيه، إذ أنها معتدلة من حيث المناخ، فلا يأتينا مناخ صعب إطلاقا طوال العام، هناك الشواطئ الجميلة والكثير من الأشياء لفعله، بالرغم أنها مكان هادئ إلا أن العديد من الناس يأتون هنا للتقاعد، كما أن السياح يأتون طوال العام ومعظمهم بريطانيين، وغالبا ما يأتون كل عام، فهناك من كان يأتي وهو صغير والآن مع عائلتهم. العديد من الناس يفضلون الصيف بسبب الطقس. والفنادق تقيم عروضا دورية للعديد من المدن حول بريطانيا حيث يأتي النزلاء بالباص ليمكثوا لمدة أسبوع، وأنا أعرف صديقا يأتي كل عام ويمكث في نفس الفندق منذ أكثر من عشرين عام.

ويضيف عن اختياره لهذه البلدة تحديدا: "اخترت توركواي لأنها مكان ممتاز للعيش من كافة النواحي، بها شبكة مواصلات عامة جيدة، والعديد من المحال التجارية، ويمكن أن أصفها بأنها مكان سهل السفر منها وإليها فهناك خدمات القطار إلى لندن وإلى الأراضي الوسطى، وهي مكان ممتاز.

وينصح الزوار بالتأكيد على أن هناك العديد من الأشياء لمشاهدتها وعملها بدون تكلفة مرتفعة ماديا، فهناك الشواطئ العامة والمطاعم وأماكن السهر، وهي ليست غالية جدا وحتى بالنسبة للعيش فيها، العديد من الناس بدأوا يأتون إلى هنا عندما وصل القطار إلى المنطقة في السبعينيات من القرن السابع عشر وفي تلك الأيام كان هنالك العديد من علية القوم الذين أتوا وانتقلوا للعيش هنا، فهي المكان الأفضل، حيث جعلت الرحلة من لندن إلى هنا تستغرق يوما واحدا وذلك لم يكن ممكنا قبل وصول خط القطار.

أما عن التطورات والتغيرات التي شهدتها المنطقة فيقول: هناك الكثير من التجديد والبناء، فقد أنشأت فنادق جديدة ومطاعم عديدة ومتنوعة، وهو ما نحتاجه الآن تحديدا حيث كان هناك نوعا من الهدوء والركود في خلال الفترة الماضية، إلا أن الأمور تشهد انتعاشة من حيث النمو والبناء.

ويضيف أن المنطقة تعد مكان عائلي بامتياز خصوصا في شهور الصيف. كما أن قريها من مدينة اكسيتير يجعلها وجهة مميزة، وهناك العديد من الأماكن الجميلة على طول الطريق الواصلة بين المدن هنا وتحديدا الطريق إلى مدينة بلايموث، وهناك ثراء وتنوع كبير ما بين المدن والقرى الساحلية وتلك التي هي بالداخل.

وحول توركواي أشار إلى أنها مكان معروف لأناس مشاهير مثل الكاتبة الإنجليزية الشهيرة أجاثا جريستي التي تحول بيتها إلى متحف يجذب العديد من الزوار، كما أنها المكان الذي اختاره مخترع ماكينة الخياطة سينجر، والذي بنى قصرا جميلا هنا وقد قدم العديد للمنطقة في أشكال أعمال خيرية خلال الفترة الممتدة من1880 و1890، كما أنها المكان المفضل للعديد من الزوار المشاهير مثل جورج بيرنارد شو.

واختتم حديثه بالإشارة إلى آن العديد من الأشخاص الذين نعرفهم جاءوا إلى هنا منذ 20 أو 30 عاما لم يذهبوا، بل أنه ليس لديهم الرغبة في ترك هذا المكان على الإطلاق.

في حين تقول بيببا الشريف، وهي فنانة انتقلت للعيش هنا مع زوجها سِيد: كنا نأتي كل عام بالكرافان الخاص بنا، كما أنني كنت قد عشت هنا عندما كنت في العشرينيات من العمر، وبالتالي فالمنطقة ليست غريبة علينا وعلي أنا شخصيا. وقد أخذنا القرار للعيش هنا لأننا أردنا العيش في مدينة مطلة على البحر وقد كان المكان الآخر الذي فاضلنا بينهما في الشمال بالقرب من ليفربول، ولكننا وجدنا أن الطقس هنا أفضل قليلا وهناك سطوع للشمس أكثر بالرغم من التغيرات التي بدأت تظهر جرّاء التغير المناخي.

وقالت بيببا: المكان يسمى الريفييرا الإنجليزية حيث ترى العديد من المباني الجميلة التي تعكس عمارة غنية والعديد منها تم هدمه، ولكنها في النهاية منطقة مميزة عند مقارنتها بالمدن الساحلية البريطانية الأخرى. لافتا إلي أن العديد من الفنادق التي بنيت هنا غرضها أن تستقبل Coach trips أو رحلات الباصات التي تأتي من كل المدن البريطانية.

وحول تسميتها في الأوساط الثقافية والفنية بالدائرة الذهبية تقول:هذه الدائرة التي تضم عدة مدن مثل بلايموث باتت أهم وأكبر منطقة لجذب الفنون في جنوب غرب إنجلترا. كما أن هناك جاليريهات جديدة ستفتتح خلال فصل الربيع المقبل. وأتمنى أن يتم ذلك حيث أننا ليس لدينا الجاليري الذي يمكن أن يعتمد عليه، ولذلك علينا كفنانين دائما الذهاب إلى لندن لرؤية الجاليريهات والمعروضات المختلفة التي تعكس المشهد الثقافي في المملكة المتحدة ككل.

السابق ييل و هارفارد تواجهان فشلا في الكشف عن التمويلات الأجنبية التي تتلقيانها
التالي النجم المصري صلاح الأغلى في العالم