لندن – عرب لندن

خلص المراقبون والمحللون السياسيون في بريطانيا الى أن حزب العمال أصبح في أسوأ أحواله منذ 85 عاماً، وذلك في أعقاب الهزيمة القاسية التي مني بها يوم الثاني عشر من ديسمبر 2019 أمام حزب المحافظين الذي يتزعمه رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وانتهت جريدة "التايمز" البريطانية في تحليل مطول الى أن "بريطانيا دخلت عصراً سياسياً جديداً" اعتباراً من هذه الانتخابات، وذلك في أعقاب النتائج المفاجئة التي انتهت اليها الانتخابات العامة المبكرة والتي أعطى فيها الناخبون أغلبية ساحقة لحزب المحافظين في مجلس العموم ستمكنهم من الان ولخمس سنوات قادمة من تشكيل حكومة قوية وتمرير ما يريدون من قوانين.

وبحسب التحليل الذي كتبه المحرر السياسي في "التايمز" أوليفر رايت فإنه "تم تدمير حزب العمال، حيث تخلت عن الحزب مناطق تقليدية كانت طوال العقود الماضية تصوت له".

وتقول الصحيفة إن "النتائج الأخيرة للانتخابات هي الأسوأ لحزب العمال منذ عام 1935، فيما حقق حزب المحافظين أكبر غالبية له في البرلمان منذ مارغريت تاتشر عام 1987".

ويقول التحليل إن "جيرمي كوربين والبريكسيت أقنعا الناخبين التقليديين بعمل أمر لم يفعله أجدادهم أبدا، وهو التصويت لحزب المحافظين وبأعداد كبيرة، وكانت النتائج أسوأ مما توقعته استطلاعات حزب العمال، فقد تراجعت حصته في بعض المناطق من 10.9% إلى 6.3% من الأصوات، خاصة في المناطق التي صوتت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي".

وتقول الصحيفة إنه "في المقابل فإن حزب المحافظين استطاع الحصول على مقاعده التقليدية إضافة الى مقاعد لم يحلم أبدا بالحصول عليها مثل انتصار مرشحه في منطقة كيزنغتون في لندن".

وتلفت الصحيفة إلى أن "من النتائج المثيرة للانتخابات أن زعيمة حزب الديمقراطيين الأحرار جو سوينسون فقدت مقعدها في البرلمان ما يطرح سؤالا حول قدرتها على الاستمرار في زعامة الحزب بعد فشلها في إقناع الناخبين البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي".

ويقول الكاتب: "سنعرف لاحقاً تداعيات انتصار المحافظين على النظام السياسي البريطاني، وما تعنيه النتائج لحزب العمال المنهزم وللمنتصرين من المحافظين وللبريكسيت، وسيدخل حزب العمال البرلمان دون قوة، وسيذهب كوربين حيث ستبدأ معركة على روح الحزب بين مؤيديه الذين يريدون انتخاب واحد منهم، والبقية التي تحاول سحب الحزب مرة أخرى إلى الوسط".

وترى صحيفة "التايمز" في تحليلها أن "حزب العمال لن يعود إلى الحياة إلا عام 2024، في ضوء سيطرة المحافظين على البرلمان، وعندها ستكون علاقة بريطانيا مع أوروبا مختلفة، وسيواجه الحزب تحديا لمراجعة التحالف التقليدي بين الطبقة العاملة في الشمال وميدلاندز والطبقة المتعلمة في المدن".

كما يشير كاتب التحليل الى أنه "بعد الانتهاء من البريكسيت، فسيكون جونسون أمام تحديات وضغوط لتلبية وعوده لمن انتخبوه، والمشكلة أن الناخبين الجدد مختلفون في نظرتهم للقواعد التقليدية للحزب، ولهذا سيكونون ناقدين لقراراته بشأن قطع أو زيادة الضريبة في المناطق التي لم يكن الحزب يلقي لها بالا".

 

السابق ملكة بريطانيا: سنخرج من الاتحاد الأوروبي نهاية يناير
التالي تعرف على الخليفة المحتمل لكوربن