بريطانيا: "الصوت العربي مهم" ندوة مشتركة لمنتدى التفكير والمجموعة العربية بحزب العمال
عرب لندن- لندن
بالشراكة بين منتدى التفكير العربي بلندن والمجموعة العربية في حزب العمال البريطاني، ناقشت ندوة متخصصة عقدت أمس الإثنين أهمية الصوت العربي في بريطانيا، وانعكاسات انتخابات ١٢ ديسمبر على عرب بريطانيا.
وتدارس ناشطون ومثقفون وصحافيون عرب مع ممثلي المجموعة العربية في حزب العمال أهمية الانتخابات المقبلة في تحديد مصير بريطانيا لعقود، وانعكاساتها على عرب بريطانيا، كما أكدت الندوة على ضرورة المشاركة العربية بكثافة في الانتخابات، والتصويت لمن يرون أنه الأقرب والأنسب لقضاياهم، محذرين من حالة السلبية والانكفاء.
وقال الدكتور مازن المصري أستاذ القانون بجامعة لندن سيتي وعضو المجموعة العربية لحزب العمال أن الصوت العربي مهم بالنظر للوجود العربي الكبير في بريطانيا،حيث تشير احصائيات عام ٢٠١١ إلى وجود ٣٥٠ ألف عربي إلا أن التقديرات الحديثة تقول أن عددهم يصل إلى أكثر من نصف مليون عربي.
وأوضح المصري أن العرب لديهم همومهم المحلية كمواطنين بريطانيين وهموم دولية تتعلق بالسياسة الخارجية لبريطانيا إزاء بلدانهم الأصلية، لافتا إلى التأثير أفي الديمقراطيات الليبرالية مثل بريطانيا يكون عبر وجود "ممأسس" من شأنه التأثير في رسم السياسيات، وهذا يتأتى عن طريق الاعلام أو التبرعات المالية أو غيره، وأن واحدا من الطرق لإحداث ذلك التأثير هو تأسيس المجموعة العربية في حزب العمال.
الأكاديمي المصري بين في سياق شرحه لبرنامج حزب العمال أن برنامج الحزب ومبادئه هي الأقرب للأقليات والمهاجرين في بريطانيا، ذ تعكس ما نطلبه كجاليات عربية، وهي مبادئ تتمثل في المساواة وحقوق الانسان ومناهضة العنصرية، معبراعن اعتقاده بأن حزب العمال يختلف عن غيره ووجود الصوت العربي فيه مهم جدا.
تصاعد العنصرية بعد بريكست
وشدد المصري على أن هذه الانتخابات من أكثر الانتخابات مصيرية لأنها مرتبطة بالبريكست، والذي سيكون له تداعيات كبيرة حسب رأيه، حيث "أن حملة البريكست من بدايتها هي حملة يمينية متطرفة مناهضة للمهاجرين والأقليات وهناك مخاوف كبيره من تزايد العنصرية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
من جهته قال محمد أمين رئيس منتدى التفكير العربي بأن هذه الندوة التي تنعقد بالشراكة بين منتدى التفكير العربي والمجموعة العربية في حزب العمال تهدف لمد جسور التواصل بين العرب وممثليهم في الأحزاب البريطانية من جهة، كذلك تهدف للتوعية والتأكيد على أهمية الصوت العربي وضرورة المشاركة العربية في الانتخابات، كما أن المنتدى يوفر منصة للجالية العربية للتحاور والتشاور بخصوص القضايا التي تؤثر عليهم كبريطانيين عرب، داعيا العرب للمشاركة بكثافة في الانتخابات، مرجعا تردد بعضهم عن الاقبال على التصويت إلى تشويه وتزوير الانتخابات في كثير من البلدان العربية التي أتوا منها ،فضلا عن أن كثيرا من العرب البريطانيين وصلوا لبريطانيا كلاجئين سياسيين فروا من قمع الأنظمة هناك، أو فروا من ويلات الحروب وبالتالي فهم يعتقدون أن البعد عن السياسية يحقق لهم الراحة والهدوء، فيما الحقيقة أن الانكفاء يجعلهم رقما غير مؤثر، ويجعل من السهل إقرار قوانين تضر بمصالحهم ومستقبل أبنائهم.
وأوضح أمين أن نتائج هذه الانتخابات بالغة الأهمية على العرب، و ذات ثلاثة أبعاد خطيرة على مستقبلهم في المملكة المتحدة: كمواطنين، وعلى بلدانهم الأصلية، و كذلك على مستقبل أبنائهم من الجيل الثالث والرابع.
لا أريد أن أكون رقما
من جهتها بدأت منى آدم مرشحة حزب العمال عن مجلس "كينغستون وتشيلسي" كلمتها بالإشارة إلى أنها وبعد الانضمام للمجموعة العربية اكتشف أنها سودانية بريطانية أفريقية، وقالت آدم أنها تملك بهذا الانتماء ميزة يحتاجها أي حزب بريطاني، وقالت أنها تسعى وتعمل كي لا تكون كعربية مجرد رقم في المجتمع البريطاني والحياة السياسية، بل تريد أن تكون عربية بريطانية فاعلة في الحياة السياسية ولذلك قاتلت داخل حزب العمال من أجل أن يرشحها على قوائمه.
وقالت آدم أن المجموعة العربية دعمتها وشكلت لها هوية عربية بريطانية داخل الحزب، وأنه ولأول مرة وبعد وصول جيرمي كوربن لقيادة الحزب أرسل لها الحزب لتكون مرشحة على قوائمه،داعية العرب في بريطانيا للتوحد من أجل اسماع صوتهم، والتأثير في السياسيات الداخلية والخارجية في بريطانيا ، وقالت أن برنامج حزب العمال نشر مؤخرا باللغة العربية في دلالة على التأثير والاهتمام بالناخبين العرب.
وختمت البريطانية من أصول سودانية بالدعوة إلى التوحد وأن تكون للعرب رؤية واحدة، معتبرة أن كل سياسات حزب العمال نحتاجها سواء في المسائل الداخلية التي لها علاقة بالتعليم أو الصحة، كما نحتاج لسياسات خارجية إنسانية تنهي الحروب في منطقتنا.
توقفوا عن لوم الآخرين..
أما فاتن حميد مرشحة حزب العمال في اسكتلندا عن غلاسكو،فروت للحضور تجربتها في العمل السياسي حيث أمضت ٣٥ عاما في بريطانيا وأن مدينة غلاسكو احتضنتها ووجدت فيها البلد الامن الذي وفر لها كل شيء.
وقالت حميد أنها أمضت ٢٠ عاما في حزب العمال وأنها تشعر أن حزب العمال هو حزب الناس وأنه كذلك كان لديها علاقات مع سياسيين عماليين، وبعد اتصال حزب العمال بها في ٢٠١٧ في المرة الأولى وافقت على الترشح،وحققت تقدما كبيرا قلص الفارق بينها وبين مرشحتها المنافسة من الحزب الأسكتلندي، وهي فخورة بتلك المنافسة رغم أنها في ذلك الوقت لم تفز.
وقالت حميد أنها تقدم نفسها كعراقية اسكتلندية، واشتكت من عدم اقبال العرب على المساهمة ودعمها، متسائلة عن أسباب ذلك داعية العائلات العربية لأن تستثمر في الجيل الثاني والثالث لأنهم المستقبل في التأثير في السياسات البريطانية، وقالت أن المشكلة في الجالية العربية التي لا تدعم مرشحين عرب ولا تنخرط بقوة في السياسية داعية إلى التوقف عن لوم الآخرين وتوجيه اللوم لأنفسنا.
وتنعقد هذه الندوة قبل يومين من انتخابات توصف بالحاسمة حيث ستحدد نتائجها مستقبل المملكة المتحدة وبقاءها أو مغادرتها للاتحاد الأوروبي، كما تجري هذه الانتخابات وسط انقسام مجتمعي وسياسي غير مسبوق عقب ٣ سنوات من التعثر في الوصول لتوافق داخل الأحزاب السياسية على شكل الخروج من الاتحاد الأوروبي.