الفنان الفلسطيني عمر كمال يتحدث لعرب لندن قبيل حفلته في عاصمة الضباب
الفنان الفلسطيني متعدد المواهب عمر كمال قبيل حفله في لندن:
لا أحاول تغيير هويتي ولكني أدخل في الجزء الثقافي العالمي من شخصيتي الموسيقية
الحفل سيشهد تقديم أغاني الألبوم الجديد بمشاركة ضيوف شرف مع الأوركسترا
نحاول أن نخصص مساحة أكبر للموسيقى وللآلات الغربية
أحيانا يصبح الصوت (الغناء) بمثابة آلة من الآلات توظف بحسب متطلبات العمل نفسه
إعادة تقديم الأغاني بتصرف هو نوع من التحية للأعمال العالمية
دور الفنان الفلسطيني أو العربي هو نقل صورة حضارية عن ثقافته وحضارته
عالم الموسيقى أصبح مزدحما وأكثر مادية وتجارية
حوار – كريم إمام
عمر كمال هو مغنّي وملحّن فلسطيني من مدينة نابلس, مكّنته اهتماماته الثقافيّة المتعدّدة من اكتساب ذوق موسيقي رفيع بدءًا بعمالقة موسيقى السوينغ كفرانك سيناترا، مرورًا بأساطير موسيقى البوب كمايكل جاكسون، من دون أن ينسى كبار الأغنية العربيّة أمثال محمّد عبد الوهّاب وفيروز.
يؤدّي عمر أنواعًا موسيقيّة مختلفة في عدد من اللغات، ويتقن العزف والتلحين. هذه العناصر جميعها جعلت من عمر أحد أكثر الفنّانين أصالة وانفتاحًا في المنطقة حاليًّا، حيث يسعى باستمرار إلى إضافة نغمات وعناصر جديدة إلى فنّه، مع اختبار ألحان متنوّعة.
بدأ عمر العمل على ألبومه الأوّل في بدايات العام 2015 مع المنتج دايف بيرس، الحائز جائزة إيمي (مايكل بوبلي، ذو فرانك سيناترا إستايت)، والمنتج الأسطورة بوب روك (ميتاليكا، جون بون جوفي، أيروسميث)، وعدد من المشاركات الدوليّة (بدرو أوستاش، هيومان نايتشر)، وبعض أعظم الموسيقيّين الذين تعاملوا مع أمثال مايكل جاكسون وبول مكارتني. جرى تسجيل الألبوم في لندن، ولاس فيغاس، ولوس أنجلس، وفانكوفر، كما جرى في استوديوهات كابيتول ستوديوز في هوليوود. تَشارَك بوب روك وآل شميت، الحائز مرّات عدّة على جائزة غرامي (فرانك سناترا، كوينسي جونز، بربرا سترايزند) التنسيقَ الموسيقي للألبوم. وقد صدر الألبوم في بداية العام 2017.
حقّق عمر كمال الكثير في فترة وجيزة من الزمن، أي منذ تاريخ صدور ألبومه وبدء مسيرته الفنّيّة. أُطلق على عمر كمال اسم فرانك سيناترا العرب، وحظي بتغطية إعلاميّة واسعة من وسائل إعلاميّة مرموقة مثل فرانس 24، وبي بي سي ورلد، وأن بي آر، ورويترز، وسي أن أن، والجزيرة الإنكليزيّة، بالإضافة إلى وسائل إعلاميّة ذائعة الصيت في منطقة الشرق الأوسط كأم بي سي، وغولف نيوز.
خلال جولته سنة 2017/2018، غنّى عمر أمام آلاف الأشخاص في مدن عديدة كلندن وعمّان والمنامة وأبو ظبي والقاهرة، وافتتح مهرجانات بيت الدين في لبنان، وهي من أهمّ اللقاءات الثقافيّة في العالم العربي. تستمرّ جولة عمر كمال وفرقته اللندنيّة المميّزة مع أمسيات في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتّحدة الأميركيّة. في حوار مع عرب لندن التقينا كمال قبيل حفله المنتظر على خشبة مسرح Aldwych Theatre في لندن فكان الحوار التالي:
عرب لندن: ما توقعاتك بالنسبة للحفل المنتظر إقامته هنا في لندن. خلفياته، أهدافه؟
هو حفل نقوم بتنظيمه بمناسبة صدور الألبوم الجديد، وسوف يتضمن جزءا كبيرا من تقديم أغاني هذا الألبوم. بعض تلك الأغاني من مؤلفاتي الخاصة والبعض الآخر نعمل فيها على أخذ مقاطع موسيقية من أغاني كلاسيكة وإعادة إنتاجها من جديد وطرحها بالعربي. إنه يقترب إلى حد ما من نفس ما قام به العديد من الموسيقيين العرب، أمثال عبد الوهاب والأخوين الرحباني. ولكن نحن نحاول أن نخصص مساحة أكبر للموسيقى وللآلات الغربية، ليكون ناتج ما نقدمه ليس غربياً فقط ولا شرقياً فقط، بل هو تلاقي بينهما.
كذلك هو حفل غنائي بالدرجة الأولى يتضمن ضيوف محليين وعالميين على المسرح، ولكن بوجود الأوركسترا، حيث نحب دائما أن نعطي مساحة للموسيقيين، وهذا هو ما يميز الحفل. وستكون النسخة الأولى من الحفل في لندن يوم 24 نوفمبر القادم، وبعدها سنقدم الحفل بدبي يوم 15 ديسمبر، وهناك أيضاً حفل بنيويورك ببداية السنة القادمة.
خصوصية موسيقى عمر كمال
عرب لندن: أنت مستمع مثقف موسيقيا ومتمكن من فن الأداء.. ما هي خصوصية تلك التوليفة التي تقدم من خلالها أعمالك الفنية والتي يمكن وصفها بالوصفة السحرية؟
عملية انتاج الموسيقى والعرض بالإضافة إلى العزف والتأليف والغناء أخيرا، تضفي نوعا من الشمولية في العمل وفي بعض الأحيان يصبح الصوت (الغناء) بمثابة آلة من الآلات توظف بحسب متطلبات العمل نفسه. من هنا جاء التنويع الغنائي الذي بدوره يكون متأثرا بالثقافات الموسيقية المختلفة.
عرب لندن: إعادة تقديم أغاني معروفة لدى الذاكرة السمعية للعرب بشكل كلاسيكي موسيقيا أو بمزج لموسيقى الجاز، هل يأتي في إطار إعادة تقديم تلك الأغاني بطريقة معاصرة، أم أنك ترى ذلك -في حد ذاته- نوعا من الإبداع؟
الإبداع له أوجه عدة لكن العمل الموسيقي بحد ذاته هو تراكمات لتجارب موسيقية سابقة ونحن لا نخلق أي شيء من العدم. اما إعادة تقديم الأغاني بتصرف فهي أولا نوع من التحية للأعمال العالمية التي تستحق التقدير وثانيا هي لفتة جميلة بحق الجمهور الذي له علينا مسؤولية، وببساطة لإنهاء الإجابة على السؤال أي عمل يتسم بالجمال فهو ابداع، برأيي هذا أحد المقاييس المهمة.
عرب لندن: مع تعدد المواهب التي تمتلكها، هل ننتظر أن نراك في عالم المسرح الغنائي أو السينما قريبا؟
ليس هناك أي تفكير في هذا المجال حاليا.
عرب لندن: تحدثت أكثر من مرة عن خلفيتك العربية وتأثيرها أحيانا سلبا أو إيجابا على تقبل المتلقي لما تقدم. كيف تعمل على تغيير الصورة النمطية عن نفسك؟ وما هي أدواتك في ذلك؟
أنا لا أحاول تغيير هويتي ولكني أدخل في الجزء الثقافي العالمي من شخصي وشخصيتي الموسيقية. هكذا نقوم بإلغاء العقبات والحواجز بين الثقافات دون التنصل من الجزء المحلي العربي الذي يكون حاضرا في وقته المناسب. وإذا تحدثنا عن الأدوات لتحقيق ذلك فهي الموسيقى والحضارة.
أصوات من أجل فلسطين
عرب لندن: القضية الفلسطينية في حاجة إلى أصوات/شخصيات مثلك تعرّف بها وبخصوصيتها للجماهير في أصقاع الأرض المختلفة. ما المطلوب من قبل أي فنان عربي مؤمن بتلك القضية، خصوصا أولئك المتفاعلين مع الآخر والذين يملكون قنوات لنقل أفكار وآراء من وجهات نظر مقابلة؟
دور الفنان الفلسطيني أو العربي هو نقل صورة حضارية عن ثقافته وحضارته تجعل العالم يحترم هذه الخلفية ويحميها من أية تشويه أو تضليل. أما عن الدور المباشر فكل حسب امكانياته في الوسط الذي يعيش فيه.
عرب لندن٬ تعاملت خلال فترة وجيزة نسبيا مع عدد من الموسيقيين والمنتجين الدوليين من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا... في رأيك ما هي أهم الاختلافات بين هؤلاء ونظرائهم في العالم العربي؟
الفنان أو المنتج المبدع هو نفسه في أي مكان، وقد وجدت أن التشابهات أكثر من الاختلافات بين العالمين. درجة الحرفية والإبداع تتفاوت على اختلاف الشخص. ولكن عالم الموسيقى أصبح مزدحما وأكثر مادية وتجارية مما يدفع بعض كبار المنتجين إلى التغيير من أسلوبهم او حتى الاعتزال.
عرب لندن: ما هو جديدك خلال الفترة المقبلة؟
- نحن بصدد جولة موسيقية في الشرق الأوسط وأميركا تبتدأ في دار الأوبرا في دبي ولينكون سنتر في نيويورك.
عرب لندن: هل من كلمة أخيرة؟
شكرا لكم أتمنى أن تنضموا إلينا يوم الأحد في حفل لندن. تحياتي الطيبة لك ولمتابعيك.
استخدم دائما محرر هتمل عبر الإنترنت لإنشاء محتوى موقعك على الويب بسهولة. وسيضمن ذلك شفرة مصدر خالية من الأخطاء.