عرب لندن
لم يهتم جيريمي كوربن، زعيم الحزب العاملي المعارض في بريطانيا، بكلفة الوعود التي راح يقدمها للناخبين، وهو يقود حملة حزبه لانتخابات 12 كانون الأول/ديسمبر المقبل، بل وعد الجميع بإنترنت سريع مجاني، وقال:" "آن الأوان لتصبح خدمة الإنترنت السريع مجانية للجميع في كافة منازل البلاد".
كوربن، الذي يتراجع حزبه كل يوم في استطلاعات الرأي العام البريطانية، أوضح، يوم أمس الجمعة، في لانكستر (شمال غرب بريطانيا) أن ما كان مجرد ترف في السابق، في إشارة إلى خدمة الإنترنت، أصبح اليوم ضرورة، ليصل في الأخير إلى القول إن حزبه، في حال فوزه في الانتخابات، سيتيح تلك الخدمة لجميع البريطانيين بالمجان. وزاد قائلا إن تأمين الأنترنت مجانا للجميع يجب أن يسمح ب"تطوير بلادنا وخفض فواتير الشعب وتحسين إقتصادنا ومعيشتنا"، وأضاف "فقط 8 إلى 10 في المائة مجهزة بأنترنت سريع مقابل 98 في المائة في كوريا الجنوبية. من الواضح أن ثمة خللا في مكان ما".
والعماليون، الذين انتقدوا لترددهم في مسألة بريكست وهم في موقع غير جيد في استطلاعات الرأي، وعدوا بقيادة جيريمي كوربن ببرنامج "راديكالي" مع قوميين واستثمارات في الخدمات العامة لطي صفحة تقشف دامت 10 سنوات في ظل حكومات محافظة متعاقبة.
وتقدر كلفة هذا المشروع ب20 مليار جنيه (23 مليار يورو)، منها خمسة مليارات وعد بها المحافظون في الحكم لتحسين الشبكة، لكن المبلغ الإجمالي قلل من شأنه إلى حد كبير، كما ذكر المدير العام للمشغل "بريتيش تيليكوم" فيليب جانسن لبي بي سي، على أن الخدمة السنوية، المقدرة ب230 مليون جنيه (269 مليون يورو)، ستمول عبر الضرائب المفروضة على عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون وفيسبوك وغوغل.
ولم يقف الحزب العمالي عند ذلك الحد من الوعود الكبيرة، إذ أن كوربن، الذي أعلن لدى إطلاق حملته أنه ينوي تأميم "السكك الحديد والبريد والمياه"، يريد أيضا تأميم "بريتيش تيليكوم" جزئيا وكذلك فرعها الذي يدير شبكة "أوبن ريتيش". ويكشف الحزب برنامجه الكامل الأسبوع المقبل.
حزب المحافظين، الذي اعتبر وعد خصومه السياسيين بأنه "خيالي"، مؤكد أنه سيكلف دافعي الضرائب البريطانيين مليارات الجنيهات، وعد الناخبين، من جانبه، بنفقات كبيرة في البنى التحتية ومستشفيات جديدة وتوظيف شرطيين.
وقبل أقل من شهر على الإقتراع يبقى حزب العمال بعيدا عن الحزب المحافظ مع 28 في المائة من نوايا التصويت مقابل 42 في المائة للمحافظين بحسب استطلاع ل"يوغوف" أجري الثلاثاء الأخير. لكن الإقتراع يبقى غير واضح المعالم، وخلال انتخابات 2017 سمحت حملة كوربن التي ركزت على الخدمات العامة بإحداث مفاجأة وأرغمت المحافظين على تشكيل تحالفات للتمكن من الحكم.
وكشفت هيئة "إنستيتيوت فور فيسكال ستاديز" المستقلة الأسبوع الماضي أن "حزب العمال ينوي انفاق 55 مليار جنيه (64 مليار يورو) سنويا على استثمارات خلال السنوات الخمس المقبلة. وإذا صح الأمر فسيضاعف قيمة استثمارات من المال العام ليصل إلى مستوى غير مسبوق منذ حقبة السبعينات المختلفة تماما".
وعلى سبيل المقارنة، فإن إعلانات الحزب المحافظ تقدر ب20 مليار جنيه سنويا (23 مليار يورو) بحسب المصدر نفسه.