عرب لندن- لندن
قضية مثيرة للغاية تلك التي انطلق عرضها أمام أنظار المحكمة العليا لأوكلاند، وتتعلق بمقتل فتاة بريطانية تدعى ميلان غريسي على يد شاب نيوزيلاندي، يبلغ من العمر 27 سنة، وتحفظت العدالة على ذكر اسمه لأسباب أمنية.
الطريقة التي قتلت بها غريسي ووري جثمانها وسط غابة، للتمويه، جعلت من أطوار الجلسة الأولى محط متابعة مهمة. ذلك أن الأمر يتعلق بعميلة قتل أثناء ممارسة جنسية بين القتيلة والمتهم النيوزيلندي، الذي قيل إنه خنقها حتى سال الدم من أنفها.
وقد افتقدت غريسي يوم 1 دجنبر من العام الماضي، ليبدأ البحث عنها، وتكتشف جثتها بطريق الصدفة في منطقة وايتاكيري رينجز - وهي منطقة كثيفة الأشجار بالقرب من أوكلاند. وحين بدأ البحث في موقع التواصل "فيسبوك" عن الأسماء التي تعاملت معها، ووجد هناك تعليق بسيط للمتهم بقتلها، بدأ استجوابه من قبل الشرطة، ليتضح أن ردوده كانت متضاربة.
ففي البداية قال المتهم للشرطة إنه بالفعل التقى غريسي، ومارس معها الجنس، وأنها طلبت منه خنقها، مثلما كانت تفعل، على الأرجح مع صديق سابق، ثم دخل إلى الحمام، ليكتشف لاحقا بأنها سقطت من فوق السرير، وأن بعض الدم كان في فمها.
المحامي روبن مكبوري، الذي تحدث عن تفاصيل جنسية تهم غيرسي حتى يخلص إلى أنها قتلت عمدا، أوضح بأن تصرفات المتهم بعد الواقعة تعطي الانطباع بأنه كان مضطربا، ويبحث عن مكان لإخفاء الجثة، وبالتالي فما صدر عنه ليس صحيحا، وقال السيد مكوبري إن المشتبه به، الذي ينكر القتل، قام في وقت لاحق بالبحث على الإنترنت عن أماكن لإخفاء الجثة.. إن المتهم كذب على الشرطة بشأن ما حدث عندما تمت مقابلته للمرة الأولى، وأخبر الضباط أنه انفصل عن السيدة ميلاني بعد أن التقوا لتناول مشروب. وقال لهم في ما بعد إنهم شاركوا في علاقة جنسية قاسية تنطوي على عض وضرب. بعد ذلك، زعم المدعى عليه للشرطة أنه نائم في الحمام، ثم استيقظ وعاد إلى الفراش. ونقل عنه قوله: "استيقظت في اليوم التالي ورأيت أنها كانت مستلقية على الأرض، ورأيت أنها ملطخة بالدم من أنفها".
وقال السيد ماكوبري للمحكمة: "سيكون عليك أن تفكر في ما فعله (المتهم) بعد ذلك. إذا حدث خطأ ما، أو سقط شخص ما فاقدًا للوعي، فستتوقع من شخص ما طلب المساعدة الطارئة." وأضاف أن المتهم لم يكن نائماً في الحمام، بل كان يتصفح مواقع الويب الإباحية والتقط صوراً حميمة للسيدة ميلان".
المحقق إيفان قال للمحكمة إن المتهم اشترى حقيبة في اليوم التالي للواقعة، حيث كان يضع الجثمان هناك، ثم دفنه في غابة نائية، وقد عثر علي على عمق 15 سم تقريبًا على الأرض، وزاد المحامي مكوبري إن المدعى عليه استأجر سيارة واشترى أيضًا معدات التنظيف لإزالة آثار دم السيدة ميلان من سجادته "بهدوء وبارد ومنهجية". وفي الوقت نفسه رتب موعدًا آخر مع امرأة أخرى التقى بها في نفس اليوم الذي قضت فيه السيدة ميلان غريسي.
يذكر أن ميلان، الذي وصل إلى المحكمة مع والدة غريسي، قال إنها كانت أصغر ثلاثة أطفال، وكانت قريبة من أسرتها، وهم من ويكفورد في إسيكس، وأنا سافرت إلى نيوزيلندا من بيرو كجزء من رحلة استمرت عامًا بعد الانتهاء من الجامعة، وكان لديها في السابق صديقات، ولم تظهر عليها أية مشكلات تتعلق بالصحة العقلية أو البدنية.