عرب لندن – لندن

تتعرض بعض النساء المسلمات لجرائم الكراهية كل يوم تقريبا، ويتعين على الشرطة أن تعرفهم بأنهن لسن مجبرات على القبول بذلك، يقول رجل أمن.

وحسب إفادات للشرطة، فإن ثلاثة أرباع جرائم الكراهية التي كانت النساء ضحية لها، في بريستول، طيلة السنتين الماضيتين، كانت جراء الإسلاموفوبيا.

دعوات لإعلاء الصوت ضد جرائم الكراهية

ويقول المسؤول الأمني أندي بينيت :إنها جريمة، ولستم مجبرات على تحملها"، موضحا أن بعض الضحايا أصبحن معتادات على أن تعاملن معاملة سيئة، إلى درجة أنهن يعتبرن ذلك أمرا عاديا، ومشيرين معا إلى أن التحرش العنصري عادة ما يمارسه في حقهن شباب بيض، فضلا عن بعض الأشخاص الذين يظنون بأن بعض النسوة المسلمات لن يكون مسموحا لهن إخطار الشرطة بما وقع لهن.

ويؤكد المسؤولون الأمنيون في سومريست أن النساء المسلمات، على الخصوص، تعانين كل يوم تقريبا من التحرش اللفظي، والسب المتكرر، والاحتقار، ويريدون كسر ما أسموه الجدار السميك.

ويضيف مسؤولو الشرطة بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي" بأن هؤلاء النسوة يتطبعن مع هذه التصرفات المقيتة، لأن ذلك صار يشكل جزءا من حياتهن اليومية، والشرطة لا تريد أن يستمر هذا الأمر.

 وتقول السيدة حسين، من "وي رايز"، والتي تعمل علي تمكين السيدات المسلمات، بأنه في بعض الأحيان يكون هناك ميل إلى معاملة النساء المسلمات بشكل مغاير عن بقية النساء، سيما عندما يتعلق الأمر بعدم التبليغ عن جرائم ضدهن.

وتضيف حسين بأن بعض السلطات المحلية تفترض بأن جملة من النساء المسلمات تخضعن لسلطة الرجال، وبالتالي فهن لسن في مستوى التبليغ عن الجرائم، مع أنك إن نظرت إلى الإحصائيات العامة ذات الصلة بالجرائم الجنسية، من قبيل التحرش، والاغتصاب، والعنف المنزلي، فستصل إلى قناعة بأن الإبلاغ عنها ضعيف جدا.

50% نسبة التبليغ عن الجرائم

 

المسؤول الأمني بينيت يمضي بدوره في هذا الاتجاه حين يقول بأنه بناء على التحقيق البريطاني حول الجريمة، فإن الشرطة كانت على علم بأن هناك فارقا شاسعا للغاية بين الجرائم المبلغ عنها وتلك غير المبلغ عنها. وأن الفارق قد يصل حدود 50 في المائة في بعض الأنواع من الجرائم.

ويضيف بينيت بأن الرقم يصبح صادما حين يتعلق الأمر بالجرائم ذات الصلة بالكراهية، ففي كل مرة أتحدث مع بعض المسلمين أكتشف أن لا أحد منهم لم يكن عرضة لجرائم من هذا النوع. ويخلص إلى أن على رجال الأمن أن يكثفوا جهودهم كي يوصلوا الرسالة إلى النساء المسلمات، سيما أن الأخيرات لا يحضرن بنفس الكثافة التي يحضر بها الرجال.

ويمضي المسؤول الأمني البريطاني في مدينة بريستول قائلا:"هناك مساجد في بريدج واتر، ويوفيل، وتاوتون، ووستريت، وغلاستونبوري. فالأمر لا يقتصر على بريستول، ولكن حيثما تضاعف عدد المسلمين... ولو لم نكن نتوفر على كاميرات للمراقبة وشهود، لكان الأمر غاية في الصعوبة.

المحجبات أكثر عرضة للاعتداءات العنصرية

 

 وبالنسبة للباحثة المختصة في تمكين النساء علياء حسين، فإن الأمر يبدو مختلفا تماما. وتقول في هذا الصدد إنه لم يسبق لها أن سقطت ضحية لجريمة كراهية بسبب الإسلام، مشيرة إلى أن الفضل يعود في ذلك إلى أنها بلا علامات تبرز دينها، سيما أنها لا تضع الحجاب، ويمكنني تحمل العنصرية، ولكن ليس الكراهية بسبب الإسلام.

وتلفت حسين إلي أن النساء اللواتي يضعن حجابا تكن عرضة أكثر من سواهن لجريمة الكراهية، لأن من يجترحها في حقهن يرى أنهن يستحقن ذلك، ويحدث هذا بفعل ما تبثه وسائل الإعلام اليمينية".

من جانبه يدعو أليكس رايكس، وهو عضو في منظمة تحارب الكراهية والتمييز، إلى ضرورة اتخاذ النساء المسلمات مواقف حازمة وذات صدى ضد جرائم الكراهية ضدهن، برفضها، والإبلاغ عنها، مشيرا إلى أن منظمته "ساري" ستدعم كل الضحايا، وإلى أن نسبة 35 من المشتكيات اللواتي توجهن إلى منظمته مسلمات. ثم يخلص إلى أنه ما لم يتم الإبلاغ عن تلك الجرائم، فإنها لن تحارب، ولن تنتهي.

 وفي ختام حديثه يذكر أليكس بأن منظمته أنشأت فريق عمل مهتم بمكافحة الإسلاموفوبيا، في أفق عمل مشترك بين الأمن والسلطات المحلية والمجتمعات الإسلامية تتعاون في التصدي لهذا الخطر المحدق.

السابق بريطانيا: طلاب فلسطينيون يفوزون بجائرة أفضل فكرة ريادية
التالي بعد توقيف اثنين.. جامعة بريطانية تستدعي طلابها التسعة من مصر