لندن – كريم إمام
ضمن فعاليات مهرجان لندن السينمائي ٢٠١٩ عرض الفيلم السعودي (المرشحة المثالية) The Perfect Candidate في إطار المنافسة الرسمية، وهو إنتاج مشترك سعودي – ألماني، من تأليف المخرجة السعودية المعروفة هيفاء المنصور وبراد نيمان وإخراج هيفاء المنصور.
يحكي الفيلم الذي حضرت عرب لندن عرضه ضمن فعاليات مهرجان لندن السينمائي قصة طبيبة سعودية شابة في قرية صغيرة بالمملكة العربية السعودية، لا تقبل بالقيود المفروضة عليها من قبل المجتمع بسبب جنسها، وتقرر أن تأخذ زمام المبادرة، وبالمصادفة ترشح نفسها للمجلس المحلي في هذه القرية النائية لتتوالى الأحداث التي تكشف عن أصالة معدن هذه الطبيبة الشابة.
وبعد أن حقق فيلمها الأول (وجدة) في العام 2012 إنجازاً كبيراً لكونه أول فيلم على الإطلاق يتم تصويره بالكامل في السعودية، والأول من صنع امرأة سعودية، تعود هيفاء المنصور الآن مع "المرشحة المثالية"، وهو قصة سعي امرأة واحدة لتحدي ليس النظام فقط، ولكن نفسها أيضاً في مجتمع ذكوري لا يرضى بتحقيق المرأة لذاتها.
العيادة المنسية
تعمل مريم (ميلا الزهراني) بحماس كطبيبة في عيادة بلدة صغيرة، الطريق المؤدي للعيادة طيني غير معبد، ولا يشغل ذلك بال المسؤولين الذين لا يعتبرونه من ضمن الأولويات، رغم أن بعض الرجال يرفضون طلب مساعدتها بسبب جنسها.
والد مريم فنان موسيقي (خالد عبدالرحيم)، حافظ على روح الأمومة بعد وفاة والدتها -التي كانت مغنية أفراح- في تربيته لبناته الثلاث. لكنه عندما يسافر في جولة فنية، لا تستطيع مريم تجديد تصريح سفرها، فحتى وقت قريب جداً لم يكن يُسمح للنساء السعوديات بالسفر دون إذن من ولي الأمر، وتتخلف بالتالي عن حضور مؤتمر طبي.
معركة الانتخابات لإثبات الذات
مريم التي شعرت بالإحباط من هذا الموقف، بالإضافة إلى المواقف التي واجهتها في العيادة، مقتنعة بأن الوقت قد حان لتغيير الواقع بيديها، وفي مسعى لإيجاد حل عند قريبها الذي يعمل بالحكومة في تلقي طلبات المرشحين للمجلس البلدي كان السبيل الوحيد لرؤيته هو عبر تقديم أوراق ترشحها لخوض انتخابات المجلس المحلي.
وتعتمد مريم على أختها -التي تعمل كمصورة أفراح- لمساعدتها في حملتها الانتخابية، ويخوضون مع أختهم الصغيرة غمار معركة انتخابية تظهر مدى جدية مريم وقدرتها على إحداث الفارق في المجتمع كامرأة.
الفيلم يقدم دراما عائلية مؤثرة، حيث نرى محاولة مريم، بمساعدة أخواتها، كسب قلوب الرجال، وعقولهم بشكل رئيسي، خصوصا أولئك الذين يعتقدون أنه ليس لها مكان في الشأن العام.
وتستكشف المنصور في الفيلم الذي لاحظت عرب لندن اهتمام المشاهدين به خلال عرضه في المهرجان القضية الملحة لحقوق المرأة من خلال نموذج مصغر لشخصية واحدة، مما يدلّ على أن التغيير قد يكون بطيئاً في المستقبل، ولكن يمكن أن يبدأ من أبسط أفعال الشجاعة، وفي هذه الأحيان يتابع الوالد مجهودات بناته من بعيد، حيث أنه في جولة موسيقية لتقديم حفلات أمام الجمهور لأول مرة في مشواره الفني كمغني وعازف عود، دعمه الأبوي الحاني مع لوعة عدم قدرته على أن يكون بجانب بناته يعكس دراما إنسانية مؤثرة ويذكر بحقيقة أن التغيير قد يتطلب الوقت لكنه في النهاية يستحف العناء.