العراقيون يلمّون شملهم:
مهرجان الجالية العراقية السادس بمانشستر:
الوطن حاضر في قلوب أبنائه وإن غاب
ابتسام كريم - مانشستر
"تحت سقف الغربة احتضننا الوطن وكان لنا خيمة نحتمي في ظلالها من الوجع والاغتراب والتيه ، وبعيدا عن الجراح والخيبات".
هكذا عبر العراقيون عن مشاعرهم في مهرجانهم السادس عشر بمدينة مانشستر مطلع سبتمبر،ليضمدوا جراح بعضهم،وليشكوا سنينا عجاف مرت بهم ويبثوا ما في خواطرهم .ولكنهم لم ينسوا أن يتغنوا بماضيهم السرمدي ويستذكروا شوارع العراق من شماله إلى جنوبه،شوارع طالما إزدهرت بالحب والشوق والالتياع، لكنها تبقى الأجمل "لأن الشمس أجمل في بلادي من سواها ،حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق "وليس هناك قول بعد السياب .
هذا هو الوطن جميل وأن نفضنا من أحضانه ،عزيزا وإن غربنا في أصقاع الأرض. العراقيون في تجمعهم ملأوا المكان فرحا وضج بـ"اشلونكم وشلون كيفكم".. لهجة كانت بساطتها تصريح دخول الى قلوب الآخرين دون عناء.
التقاء الثقافات
وبرعاية القنصلية العامة لجمهورية العراق ،وبحضور ممثل صاحبة الجلالة ملكة بريطانيا السيد وارن ج سمث وعمدة مدينة مانشستر أقيم المهرجان السادس للجالية العراقية.
وعبر السيد وارن ج سميث عن شكره لأبناء الجالية ومنظمي المهرجان، مؤكدا ضرورة التقاء الثقافات وتنوعها وأن ماحصل في مانشسترمن تنوع ثقافي وعرقي قد أثرى هذه المدينة وجعلها أكثر تميزا، لافتا أن مانشستر سميت ب "مانشستر العظمى" لأن ابناءها جعلوا منها عظيمة.
وأضاف القنصل بأن العراق هو مهد الحضارات،ومانشسترهي مهد للصناعات ومن هذا المنطلق فإن الأثنين يشكلان شراكة رائعة، "لذا أستطيع أن اقول وبالنيابة عن جلالة الملكة نحن أصدقاء".
من جهته أعرب السيد عبد اللطيف كوهان عمدة مدينة مانشستر عن الدعم اللا محدود لكل الجاليات التي تعكس ثقافاتها لأن "هذا الأمر يجعل من المدينة متميزة".
من جهته، شكر سفير جمهورية العراق الدكتور صالح التميمي الضيوف والحضور، معبرا عن سعادته بلقاء الجالية العراقية، مشيرا إلى أن الجالية العراقية الكبيرة ساهمت في تحقيق شتى النجاحات.
كأن بغداد وأخواتها في مانشستر
الأجواء العائلية عمت أروقة المهرجان ،فالجميع أهل وأحباب. كل منهم صافح الآخر غير آبه بدين أو طائفة أو حتى عرق .."عرب لندن" طافت هناك ومن بين تلك الأروقة التقت السيد فلاح كنو مدير المهرجان والعضو المشرف في التجمع العراقي حيث قال أن هذا المهرجان يعتبر خطوة من أجل التعريف بأبناء الجالية ودعمهم ودمجهم بجاليات متعددة وبالمجتمع البريطاني، مما يسهل عليهم مد الجسور مع الثقافات الأخرى، وهي من الأهداف التي يسعى التجمع العراقي لتحقيقها، خاصة ان الجالية العراقية في المملكة المتحدة هي من أكبرالجاليات العربية والشرق أوسطية بحسب كنو.
واعتبر كنو أن الجالية العراقية من أنشط الجاليات على مستوى المملكة.
وللتجمع العراقي طموحات يسعى لتحقيقها من بينها كما قال السيد كنو ان يدمج أبناء الجالية في الحياة السياسية في البرلمان أو الأجهزة الأمنية، لذا فالتجمع يطمح لتأسيس مجلس للجالية في عموم المملكة من أجل التواصل مع الحكومة البريطانية ومؤسساتها.
ويسعى التجمع إلى أن يقوم أبناء الجالية بترشيح أنفسهم للانتخابات، وهذه الخطوة من شأنها دعم الأجيال الجديدة التي ولدت في بريطانيا، ودرست وترعرعت فيها وتعلمت تقاليد هذا البلد وعاداته، فلابد من تشجيعهم وحثهم على الخوض في المعترك السياسي، حسب قوله.
وقد وجه السيد كنو دعوة لابناء الجالية قائلا:"يجب علينا جميعا ترك مشاكل بلداننا من اقتتال طائفي أو عرقي وأن نتعايش ونضع أسسا صحيحة للحياة هنا في بريطانيا فهناك متسع وفضاء رحب لتحقيق الأحلام والطموحات".
الفن والموسيقى يمزجان بروائح الأكلات العراقية
من جهتها عبرت السيدة سوزان الصدقي رئيسة اللجنة التنسيقية للتجمع العراقي عن سعادتها بلم شمل الجالية العراقية تحت سقف هذا المهرجان، وتقوية الروابط لاسيما الجيل الجديد الذي لا يعرف الكثير من عادات بلده الأم.
وعدت الصدقي المهرجان بأنه فرصة لهم ليتعرفوا عن كثب على الكثير من العادات والتقاليد ومنها حضارتهم وفنهم وثقافتهم بمختلف مستوياتها.
وعلى صعيد التجمع ونشاطاته،أكدت السيدة سوزان بأن التجمع أخذ على عاتقه منذ تأسيسه الترويج لكل الفعاليات الثقافية التي تعقد خارج إطار هذا المهرجان ومنها الأمسيات الشعرية والثقافية والاجتماعية والفنية التي تعقد شهريا وهذه الأمسيات هي بالطبع تعنى بالشأن العراقي بكل تفاصيله.
هذا وكان المهرجان فرصة لتذوق الأكلات العراقية اللذيذة، كـ "الدولمة" و"البرياني". كما كان فرصة لتذوق الفن التشكيلي والفوتوغرافي العراقي من خلال معرض أقيم على هامش المهرجان وشارك فيه عدد من الفنانين العراقيين. كما وزعت شهادات تقديرية على الفنانين المشاركين ومنظمين المهرجان .