عرب لندن- هزار نجار
كشفت دراسة حديثة أنه بمقارنة نمط معيشة معين مع مماثله لها قبل 20 سنة من حيث استهلاك نفس الكمية من الطعام، وممارسة الرياضة لنفس المدة الزمنية، فإن الإنسان حالياً سيكون أكثر بدانة.
وجاء في الدراسة التي نشرت في مجلة البحوث حول السمنة أن الحفاظ على الرشاقة في وقتنا الحالي مهمة أصعب مما كانت عليه قبل 20 أو 30 عام، حتى مع نفس كمية الطعام والرياضة.
وقام مؤلف الدراسة بفحص المعلومات الصحية والغذاء المستهلك لـ 36.400 مواطن أميركي بين عام 1971 وعام 2008، بالإضافة إلى فحص البيانات التي توضح النشاط البدني لـ 14.419 شخص بين عام 1988 وعام 2006.
وبعد مراجعة جميع البيانات وتقسيمها إلى عدة مجموعات، توصلوا إلى أن بمقارنة استهلاك شخص ما لنفس كمية السعرات الحرارية في عام 2006 سواء كانت على شكل دهون أو بروتين أو شكل آخر من أشكال الغذاء، مع ممارسة الرياضة لنفس المدة الزمنية، مع شخص عام 1988، فإن الأخير سيكون أكثر رشاقة. كما توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص اليوم أكثر بدانة بنسبة 10% من نظرائهم في عام 1980 حتى مع استهلاك مع اتباع نمط المعيشة ذاته.
جينيفر كاك، بروفيسورة في جامعة يورك الكندية بقسم علوم الصحة والحركة، توضح أنه من الواضح وجود عوامل أخرى غير الطعام والرياضة تساهم بزيادة السمنة في وقتنا الحالي، "إذا كنت شخص بعمر الـ25 سنة الآن، فعليك أن تأكل أقل وأن تمارس الرياضة أكثر من أولئك الذين يكبروك بالعمر حتى تتجنب السمنة".
وبالرغم من المسألة لا تزال مجرد فرضيات، إلا أن كاك تقول أن هنالك أسباب أخرى موجودة في أيامنا الحالية تزيد من صعوبة الحفاظ على الرشاقة.
ووفقاُ لما جاء في الدراسة فإن البشر اليوم معرضين أكثر لاستهلاك المواد الكيميائية، والتي من شأنها حث الجسم على زيادة الوزن. المبيدات الحشرية، والكيمياويات الموجودة في المعلبات الغذائية مثالاً على ذلك، وهي تساهم باختلال توازن الهرمونات مما قد يكون سبباً بدفع الجسم إلى تخزين الدهون والوزن بشكل عام.
السبب الآخر في رأي البروفيسورة جينيفر كاك هو زيادة استخدام الأدوية، والتي يحوي البعض منها على مواد ربطت من خلال دراسات سابقة بزيادة الوزن.
أما السبب الأخير وفقاً لكاك هو أنه لربما البكتيريا التي تعيش عادة داخل جسم الإنسان قد تغيرت طبيعتها بين عام 1980 والآن. حيث أنه من المتعارف عليه بأن بعض أنواع بكتيريا الأمعاء تساهم بجعل الجسم أكثر عرضة لزيادة الوزن. بالإضافة إلى حقيقة أن استهلاك اللحوم زاد بشكل كبير مقارنةً بالسنين الماضية، والتي بدورها تؤخذ من حيوانات محقونة بالهرمونات والكيماويات التي تحفز على النمو، مما قد يكون سبباً بتغير بكتيريا الأمعاء لدى الإنسان وبالتالي زيادة سمنته. وتضيف جينيفر كاك أن المحليات والملونات الصناعية تلعب دوراً أيضاً في تسبب اختلال في تركيب هذه البكتيريا في أمعاء الجسم.
وتختم البروفيسورة حديثها الذي نشر في صحيفة الأتلانتك: "حقيقة أن زيادة وزن الجسم في أيامنا الحالية شيء خارج عن إرادة البعض هي إشارة لنا بأنه علينا أن نكون أكثر احترام وتفهم لجميع الأشخاص بجميع أنواع الأجسام".