عرب لندن
في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يسعى قادة الدول الأوروبية المشاركة في قمة مجموعة السبع المقامة حالياً في كندا إلى دفع إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، مستعينين بدور الوسطاء الخليجيين في محاولة لتهدئة الصراع مع إسرائيل.
ووفقًا لموقع "الغارديان" The Guardian، وعلى الرغم من جهود الوسطاء الخليجيين من الإمارات وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية، تواصل إيران رفض شروط وقف إطلاق النار المشترك مع إسرائيل، في حين يظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متمسكًا برفضه لهذه الخطوة. من جانبه، لم يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفاً واضحاً، لكنه أبدى مؤخراً دعوته لإيران بالعودة إلى المفاوضات "قبل فوات الأوان".
وخلال تصريحات أدلى بها في القمة، قال ترامب: "إيران لم تنتصر في الحرب، وعليها التفاوض فوراً قبل أن تتفاقم الأزمة. الوقت الآن مناسب لإبرام صفقة".
من جهته، ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالهجوم الإسرائيلي الأخير على بلاده، معتبراً أن الهدف منه إفشال الصفقة التي كانت إيران والولايات المتحدة تقتربان من إبرامها. وأضاف أن استمرار العدوان الإسرائيلي سيدفع طهران للرد بقوة، مؤكدًا أن مكالمة هاتفية واحدة من واشنطن قد توقف زعيمًا مثل نتنياهو، مما قد يمهد الطريق للدبلوماسية.
وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي طهران إلى العودة إلى المفاوضات، مشيراً إلى التحديات العسكرية الكبيرة التي تواجهها إيران. فيما نقلت وكالات الأنباء الإيرانية تحذير الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من أن استمرار عدوان إسرائيل دون كبح من الولايات المتحدة سيجبر إيران على اتخاذ ردود أشد وطأة.
وعلى الجانب الأوروبي، أكّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصالاتهم مع قيادة الإمارات وجود توافق على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة. وقال ستارمر: "خفض التصعيد أمر حيوي، نظراً للمخاطر الكبيرة التي يحملها التصعيد على المنطقة والعالم، خصوصاً في غزة التي تشكل برميل بارود، إلى جانب التأثيرات الاقتصادية المحتملة".
ويحذر القادة الأوروبيون إيران بشكل مباشر، عبر الوسطاء الخليجيين، من ضرورة تقديم تنازلات في المفاوضات، محذرين من أن إسرائيل قد تسعى إلى ضمان تفوقها العسكري بشكل كامل، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
وفي ظل اغتيالات طالت كبار قادة إيران العسكريين والاستخباراتيين على يد إسرائيل، وتعرض منشآت حكومية للقصف، تتزايد المخاوف الأوروبية من احتمال تفكك النظام الإيراني أو نشوب صراع داخلي طويل الأمد قد يؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي، خاصة إذا أغلقت إيران مضيق هرمز، وهو أحد أهم ممرات النفط العالمية.
تؤكد إيران عدم سعيها لصنع قنبلة نووية، لكنها متمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم، وهو خط أحمر ظل وزير خارجيتها يؤكد عليه في المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وتزامنت قمة مجموعة السبع مع تصاعد الأزمة الإيرانية، مما أتاح فرصة للقادة الأوروبيين لاستعادة دورهم في ملف المفاوضات، الذي تقلص بشكل كبير بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
يُذكر أن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا كانت من الدول الأوروبية الفاعلة في المحادثات مع إيران بين عامي 2013 و2025.
,يعمل قادة مجموعة السبع على إصدار بيان مشترك بشأن الأزمة الإيرانية الإسرائيلية، وسط انقسام بين الدول الأعضاء حول صياغة نص يدعو إلى العودة للدبلوماسية ويستبعد امتلاك إيران للأسلحة النووية، مع اختلاف في وجهات النظر حول تضمين دعوة لوقف إطلاق النار.
من جانب آخر، انتقد رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا بشدة الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران، واصفاً إياها بـ"غير المقبولة" و"مؤسفة للغاية"، في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة.