عرب لندن
بدأت إسرائيل عملية ترحيل نشطاء "أسطول الحرية" والناشطة البيئية الشهيرة غريتا تونبرغ، الذين وصلوا إلى مطار بن غوريون الدولي. وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن من يرفض التوقيع على وثائق الترحيل سيُحال إلى القضاء. وقد التقى قناصل الدول التي ينتمي إليها النشطاء بمواطنيهم في المطار.
يأتي هذا التحرك بعد أن اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة "مادلين" التي كانت تقل النشطاء، واحتجزت تونبرغ في سجن مخصص للمهاجرين. كان من المقرر أن تمثل تونبرغ و11 ناشطًا آخر أمام المحكمة في وقت لاحق من صباح اليوم بعد نقلهم إلى مدينة أشدود الساحلية. وقد طالبت المحامية ناريمان شحادة الزوابي بمعلومات عن مكان وجود موكليها وحقهم في مقابلتهم.
وأعلن "تحالف أسطول الحرية" (FFC)، منظم الرحلة من إيطاليا لزيادة الوعي بالأزمة الإنسانية في غزة، أن سفينة "مادلين" تعرضت لـ"هجوم" في البحر الأبيض المتوسط. وذكر التحالف أن السفينة حوصرت بزوارق سريعة وطائرات مسيرة، قبل أن ترشها "طائرات رباعية المروحيات" بمادة مهيجة بيضاء مجهولة، مما تسبب في حرقان بأعين بعض النشطاء.
وأفادت الناشطة ياسمين آكار، إحدى الركاب، بأن المادة أثرت على عينيها، فيما أشار التحالف إلى تشويش الاتصالات وبث أصوات مزعجة عبر الراديو. وبعد ذلك، سيطرت القوات الإسرائيلية الخاصة على السفينة واحتجزت النشطاء، ونقلتهم إلى أشدود. ورغم ذلك، لم يتلق محامو النشطاء أي معلومات عن مكان وجود موكليهم.
وأوضحت المحامية الزوابي أن تونبرغ والنشطاء الآخرين سيُنقلون على الأرجح إلى سجن جيفون بالقرب من الرملة، حيث يُحتجز "المهاجرون غير الشرعيين"، ويمكن أن تصدر المحكمة قرارًا سريعًا بترحيلهم. وأكدت أن إسرائيل لا مصلحة لها في احتجازهم وأن النشطاء أنفسهم لا يرغبون في البقاء، لكنهم سيظلون محتجزين حتى يتم ترحيلهم.
ورفضت السويد طلب تونبرغ للمساعدة بعد اعتراض السفينة. وصرحت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمير ستينيرغارد، بأن تونبرغ ليست بحاجة لدعم وزارتها، منتقدةً تسبب دعواتها في ارتفاع عدد المكالمات على الخط الساخن القنصلي، مما أثر على خدمة السويديين المحتاجين في الخارج.
وفي المقابل، وصف نقاد الحادث بأنه "احتجاج لأغراض دعائية"، وزعمت الحكومة الإسرائيلية أن تونبرغ "كانت تغذي غرورها" بدلًا من مساعدة سكان غزة، واعتبرت الحادث "انقلابًا دعائيًا". وأكدت إسرائيل أن جميع الركاب على متن السفينة "آمنون وسالمون"، وأن المساعدات ستُحوّل إلى غزة عبر "القنوات الإنسانية الحقيقية".
ودعا المحتجون حكومات الدول التي ينتمي إليها أفراد الطاقم الـ12 إلى التحرك بعد ما وصفه النشطاء بـ"الاعتراض والاختطاف" في المياه الدولية. وتجمع المتظاهرون في لندن خارج مكاتب وزارة الخارجية والتنمية والكومنولث، رافعين لافتات تندد بما يعتبرونه تقاعسًا بريطانيًا.
وأدانت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، الاعتراض، داعية الحكومة البريطانية إلى "تأمين الإفراج الفوري" عن السفينة والطاقم. ووصف النقاد الحادث بأنه "قرصنة دولة" وانتهاك للقانون الدولي، واستدعت إسبانيا القائم بالأعمال الإسرائيلي للاحتجاج. وطالبت فرنسا بـ"تسهيل العودة السريعة" لمواطنيها الستة.
كما انتقدت تركيا بشدة الاعتراض، واصفة إياه بـ"الهجوم الشنيع" وانتهاك صريح للقانون الدولي، مؤكدة وجود مواطنين أتراك على متن السفينة. وشددت وزارة الخارجية التركية على استمرار "رد الفعل المشروع للمجتمع الدولي على سياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية".
ويأتي هذا الحادث في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، التي تعاني من نقص حاد في الغذاء والإمدادات الأساسية. وقد وصفت الأمم المتحدة غزة بأنها "أكثر الأماكن جوعًا على وجه الأرض"، محذرة من أن جميع سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة. ورغم سماح إسرائيل مؤخرًا باستئناف بعض عمليات تسليم المساعدات، فإن المنظمات الإنسانية تنتقد آلية التوزيع، حيث لقي عشرات الأشخاص مصرعهم قرب نقاط توزيع المساعدات منذ أواخر مايو.