من التعبير إلى التجريم: محاكمة الصحفي عبد الرحمن عز غدًا بسبب انتقاده للعدوان على غزة
عرب لندن
في سابقة قانونية تعكس تصاعد الضغوط على المدافعين عن القضية الفلسطينية في أوروبا، يمثل الصحفي المصري واللاجئ السياسي المقيم في إسكتلندا، عبد الرحمن عز، صباح غد الأربعاء 14 مايو/أيار 2025، أمام محكمة شريف إدنبرة (Edinburgh Sheriff Court) عند الساعة 9:00 صباحًا بتوقيت لندن، لمواجهة تهمتين تتعلقان بـ"التحريض على الكراهية ضد الإسرائيليين" و"التحريض ضد الجالية الإسرائيلية في بريطانيا".
ووجهت التهم إثر بلاغ قدمه إيتامار نيتسان، طيار سابق في جيش الاحتلال وعضو سابق في جهاز الموساد، يشغل حاليًا منصب ممثل الجالية الإسرائيلية في إسكتلندا. ووفقًا لمضمون الشكوى، فإن منشورات وتصريحات لعبد الرحمن عز على المنصات الرقمية اعتُبرت تحريضًا على الكراهية، في سياق تعبيره عن مواقفه الرافضة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وتمثل هذه القضية، بحسب مراقبين، منعطفًا خطيرًا في التعامل مع حرية التعبير في المملكة المتحدة، حيث يرى كثيرون أن محاكمة عز لا تنفصل عن موجة أوسع من التضييق الذي يستهدف النشطاء والإعلاميين المؤيدين للحقوق الفلسطينية، لا سيما أولئك المنحدرين من خلفيات مهاجرة أو لاجئة.
ووفق تقارير حقوقية، يتعرض عز منذ فترة لحملة مضايقات ممنهجة، يُقال إن جهات صهيونية تقف وراءها، تشمل ضغوطًا قانونية متكررة وتهديدات مباشرة، فضلًا عن محاولات لتشويه سمعته وتشتيت نشاطه الإعلامي. وقد أثارت هذه التطورات قلقًا واسعًا في الأوساط الحقوقية، التي اعتبرت ما يحدث محاولة صريحة لتجريم التضامن السياسي والنقد المشروع.
وأكدت منظمات حقوقية وصحفية أن ما يواجهه عبد الرحمن عز يتجاوز شخصه، ويعكس تحديًا متزايدًا لمفاهيم حرية التعبير والعمل الصحفي المستقل في الدول الديمقراطية.
ودعت إلى حضور جماهيري واسع لجلسة المحاكمة، تضامنًا مع حق الصحفيين في التعبير، ورفضًا لأي محاولات لفرض الصمت على الأصوات المناهضة للاحتلال.
وتأتي هذه المحاكمة في وقت تزداد فيه القيود على النشطاء والصحفيين المنتقدين للعدوان الإسرائيلي، وسط تصاعد الاعتداءات في غزة، وتفاقم الانتهاكات ضد المدنيين. ويرى مراقبون أن هذه القضية تختبر مدى التزام بريطانيا بحماية حرية الرأي، وحياد القضاء في وجه الضغوط السياسية المتزايدة.