عرب لندن
كشفت الكلية الملكية لطب الطوارئ أن أكثر من 1.15 مليون شخص فوق سن الستين في إنجلترا اضطروا للانتظار أكثر من 12 ساعة في أقسام الطوارئ خلال عام 2024، في زيادة مقلقة مقارنة بـ991 ألفًا في 2023، و305 آلاف فقط في عام 2019.
وأظهرت البيانات، التي تم جمعها بموجب قانون حرية المعلومات، أن خطر الانتظار الطويل يزداد مع التقدم في العمر؛ إذ تبلغ احتمالية الانتظار أكثر من 12 ساعة نحو 15% لمن تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عامًا، وترتفع إلى 33% لمن تجاوزوا التسعين.
وقال الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية: "النظام الصحي يفشل في تلبية احتياجات كبار السن، الذين يُجبرون على قضاء ساعات طويلة في ظروف غير لائقة، أحيانًا على أسِرّة متنقلة في ممرات الطوارئ"، محذرًا من أن هذه المعاملة "تعرّض حياتهم وسلامتهم للخطر".
وأشار التقرير أيضًا إلى ضعف في تقديم الرعاية الأساسية لهؤلاء المرضى، إذ لم يُفحص سوى 16% من المرضى الذين تجاوزوا 75 عامًا لاكتشاف حالة الهذيان، وهي حالة طبية قابلة للعلاج لكنها ترتبط بزيادة خطر الوفاة. كما لم يُقيَّم خطر السقوط إلا لنحو 48% منهم.
من جهته، اعتبر الدكتور نيك ميرتش، رئيس الجمعية البريطانية للطب الحاد، أن انتظار أكثر من مليون مريض مسنّ لفترات طويلة في أماكن غير مخصصة للرعاية هو "إخفاق كبير في النظام الصحي"، داعيًا إلى إعادة الطوارئ إلى مسارها الصحيح، بحيث تصبح هذه الحالات استثناءً لا قاعدة.
ودعت الكلية الملكية إلى تطبيق فحوصات خاصة بالضعف الصحي فور وصول المرضى إلى الطوارئ، وهو نهج بدأ تطبيقه بالفعل في اسكتلندا.
من جانبها، قالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن "انتظار كبار السن 12 ساعة أو أكثر أمر غير مقبول"، مشيرة إلى أن الحكومة ستضخ 26 مليار جنيه إسترليني في خدمات الصحة والرعاية خلال العامين المقبلين، مع التزامها بخفض أوقات الانتظار وتسريع حصول المرضى على الرعاية، ضمن خطة صحية تمتد لعشر سنوات.