عرب لندن
علمت عائلة بريطانية بمقتل والدتهم المقيمة في فرنسا عبر منشور تعزية على موقع فيسبوك، في حادثة أثارت صدمة واسعة وتساؤلات حول آليات إبلاغ العائلات في مثل هذه الحالات.
ووقعت الجريمة في قرية تريمولات الواقعة في منطقة دوردوني شرقي بوردو، حيث عُثر على كارين كارتر (65 عامًا) مساء الثلاثاء الماضي مقتولة بطعنات متفرقة قرب الشرفة الأمامية للمنزل الريفي الذي كانت تستأجره لقضاء عطلتها. وعُثر على جثتها ممددة إلى جانب سيارتها وقد تلقت ثماني طعنات في مناطق متفرقة من جسدها شملت الصدر والورك والذراع والساق.
وذكرت السلطات أن القتيلة، وهي أم لأربعة أبناء، كانت قد شاركت قبل دقائق فقط من مقتلها في جلسة تذوق نبيذ برفقة صديق يُعتقد أنه كان برفقتها في الأمسية التي سبقت الحادثة.
وفي اليوم التالي، نُشر خبر وفاتها على مجموعة فيسبوك تابعة لمقهى "فيليدج"، وهو مطعم ومركز اجتماعي محلي كانت السيدة كارتر تتطوع فيه بانتظام. ومن خلال هذا المنشور، اكتشف أفراد عائلتها النبأ المؤلم بعد أن لاحظوا رسائل تعزية كتبها أصدقاء محليون.
وقالت صحيفة “التلغراف” Telegraph إن أحد أبناء عمومة السيدة كارتر في جنوب إفريقيا اتصل بمغترب بريطاني مقيم في المنطقة لمساعدته على التحقق من صحة ما قرأه على الإنترنت. وكان هذا المغترب، وهو بستاني ومدير عقار تولّى إدارة منزل السيدة كارتر لنحو 13 عامًا، أول من أبلغ العائلة بالخبر لعدم تلقيهم أي تواصل رسمي من السلطات الفرنسية.
وقال البستاني من أمام منزله الريفي: "اضطررت لإبلاغهم بنفسي. قلت فقط: ’أنا آسف جدًا، لا أعرف إن كنتم قد سمعتم، لكن كارين هي من توفيت للأسف‘".
وما هي إلا دقائق حتى اتصل آلان، زوج السيدة كارتر الذي كان لا يزال في جنوب إفريقيا، لتأكيد الخبر وطلب مزيد من التفاصيل. وأوضح البستاني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه هو نفسه علم بالحادثة من أحد العاملين في المقهى أثناء مروره بالقرية صباح الأربعاء.
وتابع قائلًا: "أنا أعرف العائلة منذ 15 عامًا. لا يجب أن أكون أنا من يُبلغهم بهذا الخبر. هناك جهات مسؤولة عن ذلك. من المفترض أن تُبلّغهم الشرطة، لا أن يقرؤوا عن وفاة والدتهم على فيسبوك".
ووفقًا للمدعية العامة سيلفي مارتينز-غيديس، التي تقود التحقيق في بيرجيراك، فإن السلطات تشتبه بأن الجريمة ارتُكبت بدافع عاطفي، وأنها ليست نتيجة هجوم عشوائي. ويجري التركيز حاليًا على الأشخاص الذين "قد يكونون طاردوا" السيدة كارتر أو صديقها جان فرانسوا غيرييه، الذي بدأت معه علاقة مؤخرًا، وكان برفقتها في الأمسية التي سبقت الجريمة.
ويذكر أن جريمة القتل وقعت بعد يومين فقط من عيد ميلاد الضحية، ما عمّق من وقع الصدمة لدى عائلتها وأصدقائها في المجتمع المحلي الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 600 نسمة.