تقارير تكشف عن نشاطات تجسسية صينية على سياسي بريطانيا
عرب لندن
كشفت مصادر أمنية بريطانية عن نشاط تجسسي واسع النطاق تمارسه أجهزة الاستخبارات الصينية في لندن، يتمثل في زرع أجهزة مراقبة وتنصت في مواقع استراتيجية تشمل المقاعد العامة في الحدائق والمباني الحكومية بمنطقة وايتهول.
وأكدت التقارير أن المسؤولين في وستمنستر تلقوا تحذيرات صارمة لتجنب مواقع محددة وصفت بـ"النقاط الساخنة" في منطقة SW1، والتي تشمل الحدائق العامة والحانات الشهيرة والفنادق الفاخرة التي يرتادها السياسيون وموظفو البرلمان.
ونقل مصدر لصحيفة "الصنداي" قوله: "أُبلغنا بأن الصينيين زرعوا أجهزة تنصت حرفيًا في الحديقة، داخل الشجيرات وتحت المقاعد".
وأشار إلى أن حديقة سانت جيمس، القريبة من وزارات الخارجية والخزانة ومقر الحكومة في داونينغ ستريت، تُعد من أبرز المناطق المستهدفة، نظرًا لإقبال الباحثين والموظفين الحكوميين عليها خلال استراحات الغداء.
ووصفت حانة "Red Lion" التاريخية، التي تُعد ملتقى للنواب والبرلمانيين، بأنها تشكل خطرًا أمنيًا كبيرًا، ويُعتقد أن جواسيس صينيين يرتادونها باستمرار.
كما اعتُبرت فنادق خمس نجوم مثل "كورينثيا" بالقرب من ساحة ترافلغار و"رافلز" الجديد في وايتهول مواقع مراقبة نشطة.
وأشارت المصادر إلى أن الاستخبارات الصينية لا تستهدف كبار الشخصيات فحسب، بل تركز أيضًا على الموظفين الصغار والباحثين العاملين في البرلمان، الذين يُعتبرون "الحلقة الأضعف" في منظومة وايتهول الأمنية، إلى جانب محاولات روسية وإيرانية مماثلة.
وتستمر محاولات الاختراق السيبراني لمقر البرلمان بشكل يومي، حيث يعاني النواب المعروفون بانتقادهم لبكين من محاولات متكررة لاختراق حساباتهم الإلكترونية.
في هذا السياق، تُصدر الجهات الأمنية إحاطات دورية للبرلمانيين للتعامل مع هذه التهديدات.
وامتدت المخاوف إلى القطاع الصحي العسكري في المملكة المتحدة، إذ حذرت الجهات المختصة من محاولات اختراق إلكترونية تستهدف بيانات حساسة لجنود بريطانيين.
ونُصح الأطباء بعدم استخدام الهواتف داخل غرف الفحص والاعتماد على السجلات الورقية، بسبب سعي قراصنة صينيين للوصول إلى معلومات المرضى.
وقال أحد الأطباء العسكريين، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه: "أواجه مشكلة حقيقية مع محاولات الصينيين التجسس على اتصالاتي الطبية".
من جانبه، شدد مصدر أمني بارز على ضرورة "إيقاظ العالم" لمواجهة حجم التهديد المتصاعد، محذرًا من التهاون في إقامة علاقات وثيقة مع الصين.
وتزامنت هذه التحذيرات مع تصاعد القلق من وصول باحثين صينيين إلى بيانات طبية بريطانية عبر بنك بيانات "UK "Biobank، الذي يحتوي على معلومات من حوالي نصف مليون مريض، وسط تقارير تفيد بأن واحدًا من كل خمسة طلبات وصول ناجحة للبيانات جاءت من مؤسسات صينية.
وحذر نواب في البرلمان من أن تلك البيانات قد تُستغل في تطوير أسلحة بيولوجية أو استخدامات عسكرية من قبل بكين.
ويأتي ذلك بعد الكشف عن أن خطط بناء سفارة صينية ضخمة في لندن قد تتضمن غرف تجسس سرية وزنازين للاستجواب داخل الحي الدبلوماسي في العاصمة، ما زاد من المخاوف بشأن النوايا الحقيقية لهذا المشروع الدبلوماسي.