عرب لندن

تمكن رجل يبلغ من العمر 89 عامًا من تحقيق انتصار هام في معركته لإنقاذ آخر كشك هاتف عمومي في قرية بشرق أنجليا، بعد أن كانت شركة “بي تي” BT تُخطط لإزالته.

وذكر موقع صحيفة "الغارديان" Guardian في يناير الماضي أن ديريك هاريس، الذي عاش في قرية شارينجتون بنورفولك لمدة خمسين عامًا، اكتشف أن شركة بي تي تعتزم إزالة كشك الهاتف الأحمر من طراز K6، الذي أصبح رمزًا تاريخيًا في المنطقة. وجاء قرار الشركة بسحب الكشك في إطار خططها لتحديث خدمات الاتصال.

لكن هاريس، الذي كان يشعر بأن الكشك يعد إرثًا تاريخيًا مهمًا، أطلق حملة للدفاع عنه، مشيرًا إلى أن هذا الهاتف يعد موردًا حيويًا لمجتمع قرية شارينجتون والمناطق الريفية المجاورة، التي تعاني من ضعف في إشارات الهاتف المحمول. كما أضاف أن شمال نورفولك يحتوي على أعلى نسبة من كبار السن في إنجلترا وويلز، مما يجعل هذا الهاتف ذو أهمية خاصة.

وفي خطوة مفاجئة يوم الاثنين، أعلنت شركة بي تي أنها قررت التراجع عن خطط إزالة الكشك، مؤكدًة أن ضعف الخدمة الهاتفية في المنطقة وكثرة المكالمات التي تُجرى عبر هذا الهاتف العمومي دفعها إلى الاعتراف بأهمية الكشك. وقالت الشركة في رسالة: "نظرًا لضعف خدمة الهاتف المحمول في المنطقة والعدد الكبير من المكالمات التي تُجرى عبر هذا الهاتف العمومي، فمن الواضح أنه يؤدي وظيفة مهمة للمجتمع، لذلك تم استبعاده من برنامج الإزالة."

وأضافت الشركة: "نحن ندرك أهمية الحفاظ على خيارات اتصال موثوقة، لا سيما في المناطق التي تفتقر إلى خدمة الهاتف المحمول. لقد أثبت الهاتف العمومي أنه مورد حيوي للسكان، إذ يضمن لهم الوصول إلى خدمات الطوارئ والبقاء على اتصال."

الجدير بالذكر أن الكشك الذي حظي بإنقاذ هاريس هو من طراز K6، الذي صممه السير جايلز جيلبرت سكوت في عام 1935، وهو نفس العام الذي وُلد فيه هاريس. دخل الكشك الإنتاج عام 1936، وأصبح أحد المعالم المميزة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وقالت ليندا جينينغز، من مجلس أبرشية برينتون وشارينجتون: "إنه لأمر رائع، لقد تغلب 'الرجل العادي' على الشركة الكبيرة. نحن جميعًا سعداء للغاية. من الجيد حقًا أن شركة بي تي تراجعت عن موقفها."

وأضافت: "إشارة الهاتف المحمول ضعيفة للغاية في هذه المنطقة، والكشك يمثل شريان حياة للمجتمع. في حالات الطوارئ، عندما لا تعمل شبكة الهاتف المحمول، يكون الكشك هو الوسيلة الوحيدة للتواصل."

وكان هاريس قد صرح في وقت سابق لصحيفة الغارديان حول أهمية بقاء الكشك قائلاً: "نعيش بجوار ما قد يكون أجمل جزء من نورفولك، وادي جلافين الهادئ الذي يمر عبره جدول طباشيري نقي. يجذب هذا الوادي المتنزهين، والجميع يعلم أن هناك كشكًا يعمل."

وأضاف: "في حالة الطوارئ وانقطاع شبكة الهاتف المحمول، ألا يكون الأمر فظيعًا إذا قال أحدهم: 'لو أبقوا هذا الكشك يعمل'؟ ما يجب تذكره هو أن المكالمات القليلة التي أُجريت كانت حاسمة، وربما أنقذت حياة شخص ما. منذ وقت ليس ببعيد، كانت هناك عاصفة ثلجية، وكان هذا الكشك هو الطريقة الوحيدة التي أتى بها فرق الإنقاذ لإنقاذ سائق تعرض لحادث."

بهذا القرار، تم التأكيد على أهمية الحفاظ على التراث المحلي والخدمات الأساسية التي تمثل شريان حياة لمجتمعات معينة، خصوصًا في المناطق الريفية التي تفتقر إلى وسائل الاتصال الحديثة.

السابق هل تشعر بالعدوانية عند النظر إلى شيء لطيف؟ قاموس أكسفورد يضيف كلمة جديدة لذلك
التالي الملك تشارلز يتصدر "آبل ميوزيك" بقائمة أغانيه المفضلة