عرب لندن
تمكنت جمعية خيرية لإنقاذ الحيوانات من إنقاذ 70 ثعبانًا جائعًا وعشرات آخرين نافقين في منزل قرب مدينة دورهام، وسط صدمة كبيرة في المجتمع. وكان دانيال هولمز، مؤسس جمعية نارسبورو للإنقاذ الغريبة، من بين أول من اكتشف الحالة المروعة، وأكد أن مشهد الثعابين كان "مُرعبًا" وأدى إلى بكاءه وبكاء زملائه المتطوعين بعد عملية الإنقاذ.
وقال هولمز، الذي يمتلك 19 عامًا من الخبرة في إنقاذ الزواحف: "لم أرَ شيئًا كهذا من قبل. كانت أسوأ حالة إهمال رأيتها في حياتي". وأضاف أن جميع الثعابين التي تم إنقاذها، والبالغ عددها 70، كانت في حالة صحية سيئة للغاية، حيث كانت تعاني من نقص الوزن، وتُعاني من العث الذي قد يؤدي إلى فقر الدم، كما كان جلد بعض الثعابين ملتصقًا بها.
وذكر موقع "الغارديان" Guardian أن هذه الثعابين، المعروفة بالثعابين الملكية، كانت مرباة في ظروف قاسية داخل مرحاض الفحم المهجور في العقار. وكانت الغالبية العظمى من الثعابين في حالة صحية حرجة، بما في ذلك العديد من الثعابين الصغيرة التي كانت الأكثر تضررًا من الإهمال. كما تم العثور على العديد منها محفوظة في أدراج باردة، بينما كانت نحو 20 ثعبانًا آخر طليقًا داخل السقيفة.
وتبين من التحقيقات الأولية أن مالك الثعابين، الذي لم يُذكر اسمه، تخلى عن الحيوانات بعد أن ترك صديقته، وأخبرها أنه يملك ستة ثعابين فقط، إلا أنه كان يربيهم لسنوات طويلة. كانت الثعابين جميعها ذات "ألوان راقية"، مما يدل على أن المالك كان يهدف إلى إنتاج أنواع جديدة قبل أن يتخلى عنها.
ولم تقتصر الفاجعة على الثعابين الحية فقط، إذ تم العثور على أكياس من الثعابين الميتة في المجمد، فضلاً عن ثلاثة ثعابين نافقة في العراء، مما ترك رائحة كريهة في المكان.
وفيما تسعى الجمعية إلى إعادة تأهيل الثعابين، أعلن هولمز عن حاجة ملحة لتشديد القوانين التي تنظم تربية الزواحف الأليفة، حيث اعتبر أن الوضع الحالي لا يفرض رقابة كافية. وقال: "يجب أن تكون هناك قوانين أفضل ضد القسوة على الحيوانات، ويجب أن تتمكن مراكز الإنقاذ مثل مركزنا من تقديم المساعدة القانونية."
وأوضح هولمز أن جزءًا من المشكلة هو أن الثعابين لا تُعتبر عادةً حيوانات أليفة، رغم أنها تُربى كحيوانات أليفة. وأشار إلى أن الثعابين، خصوصًا بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد، يمكن أن تكون حيوانات أليفة مفيدة لهم.
هولمز يخطط الآن للعناية بالثعابين عن طريق تنظيفها بانتظام للتخلص من العث وإعادة تأهيلها تدريجيًا في بيئة آمنة، حيث يعتزم أن تكون هذه الثعابين مؤهلة للعودة إلى بيئاتها الطبيعية يومًا ما.
وتسعى الجمعية للحصول على تبرعات لتغطية تكاليف الإنقاذ والفواتير البيطرية، مع تقديم الدعم المستمر للثعابين والمساعدة في تمويل عمليات الإنقاذ المستقبلية. "نحن الآن في كامل طاقتنا مع الثعابين الملكية"، قال هولمز.