عرب لندن

عُقدت جلسة استماع سرية في المحكمة يوم الجمعة في إطار المعركة القانونية المستمرة بين آبل والحكومة البريطانية، التي تطالب بالوصول إلى بيانات العملاء المشفرة المخزنة على خوادم الشركة السحابية. ورغم تقديم طلبات من قبل مؤسسات إعلامية كبرى، مثل الغارديان وهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، لحضور الجلسات بسبب المصلحة العامة، إلا أن الصحافة لم تتمكن من المشاركة.

وذكر موقع صحيفة "التلغراف" Telegraph أن شركة آبل تستأنف في محكمة صلاحيات التحقيق ضد مطالبة وزارة الداخلية البريطانية بالوصول إلى بيانات مشفرة عن بُعد من خلال خدمة حماية البيانات المتقدمة (ADP). وتوفر هذه الخدمة تشفيرًا من طرف إلى طرف، مما يعني أن البيانات تظل مشفرة بحيث لا يمكن لأي طرف آخر غير صاحب الحساب فك تشفيرها، وهو ما يضع الشركة في مواجهة مع الحكومة التي تسعى للحصول على الأدلة في قضايا أمنية.

ويواجه طلب الحكومة البريطانية ما يُعرف بـ إشعار القدرة التقنية، وهو إشعار يوجه إلى الشركات التقنية للمساعدة في توفير بيانات مشفرة بناءً على أوامر حكومية. ولكن آبل رفضت الالتزام بذلك، مؤكدة أنها لم تنشئ "بابًا خلفيًا" أو "مفتاحًا رئيسيًا" للوصول إلى البيانات، وأنها لن تفعل ذلك أبدًا.

وتُظهر الجلسات التي تجري في المحاكم الملكية في لندن أن القضية تتعلق بموازنة الأمن القومي مع حقوق الخصوصية. ويُسمح للكشف عن تفاصيل مثل هذه الجلسات فقط إذا كانت هناك ضرورة أمنية. ورغم ذلك، دعت مجموعة من المشرعين الأمريكيين إلى رفع السرية عن القضية، معتبرين أن الشفافية هي السبيل لضمان عدم المساس بالحريات المدنية.

وفي الوقت نفسه، أفادت بلومبرغ بأن الحكومة البريطانية بدأت محادثات مع الولايات المتحدة حول القضية، مؤكدة أنها تسعى للحصول على البيانات المتعلقة بالجرائم الخطيرة فقط مثل الإرهاب والاعتداء الجنسي على الأطفال، وليس الوصول الشامل.

وحتى الآن، لم ترد وزارة الداخلية على طلبات التعليق بشأن القضية، مما يزيد من تعقيد النقاش حول التوازن بين الأمن الرقمي وحماية الخصوصية الشخصية.

السابق 30 ألف وظيفة مهددة بالإلغاء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS في إطار الإصلاحات الجذرية
التالي لندن تستعد لمظاهرة حاشدة دعماً لفلسطين وسط استنفار أمني لمواجهة احتجاج مضاد