عرب لندن 

حذر محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي، من أن الحرب التجارية التي قد تندلع بين الولايات المتحدة ودول أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة، قد تشكل تهديدًا "جسيمًا" للاقتصاد البريطاني. 

وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" جاء تحذير بيلي بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات كندا والمكسيك، بالإضافة إلى فرض رسوم بنسبة 20% على السلع الصينية، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات انتقامية من تلك الدول. كما هدد ترامب الأسبوع الماضي بفرض رسوم بنسبة 25% على واردات الاتحاد الأوروبي.

وفي جلسة استماع أمام لجنة الخزانة في البرلمان البريطاني، أكد بيلي أن الهجوم التجاري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المملكة المتحدة ودول أخرى يشكل خطرًا بالغًا على الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن التجار الأمريكيين أعربوا عن قلقهم من أن هذه الرسوم ستؤدي إلى زيادة فورية في الأسعار في الأسواق.

وأوضح بيلي قائلاً: "المخاطر التي تهدد الاقتصاد البريطاني والعالمي كبيرة للغاية، ومن المحتمل أن يؤدي هذا الوضع إلى تقليص الدخل المتاح للأفراد في المملكة المتحدة، مما يعني أنهم قد يواجهون انخفاضًا في الدخل المتاح لهم". وأضاف: "يجب أن نتعامل مع هذا الموقف بحذر شديد، لأنه يشكل مرحلة حاسمة في تاريخ الاقتصاد، ويجب أن نواجهه بشكل جاد وبأعلى درجات الحذر".

وخلال زيارة كير ستارمر إلى واشنطن الأسبوع الماضي، أشار الرئيس ترامب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة يتيح "إلغاء الرسوم الجمركية"، مما أثار بعض الأمل في إمكانية تخفيف حدة التصعيد التجاري بين الجانبين.

ورغم التصريحات التي أطلقها مسؤولو بنك إنجلترا حول المخاطر المحتملة للحرب التجارية بين الولايات المتحدة وبقية العالم، لا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر الرسوم الجمركية المتبادلة بين أكبر اقتصادات العالم على التضخم في المملكة المتحدة. 

في حال جعلت الرسوم الأمريكية الجديدة واردات بعض الدول غير تنافسية في السوق الأمريكي، قد تتجه هذه الدول إلى تحويل صادراتها إلى المملكة المتحدة، مما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار بعض السلع العالمية.

من جهة أخرى، أشار مسؤولون في بنك إنجلترا إلى أن أسلوب التفاوض السريع والشرس الذي تتبعه إدارة ترامب في التعامل مع هذه الرسوم يجعل من الصعب التنبؤ بتداعياته الاقتصادية بشكل دقيق.

وأوضح مسؤول أمريكي رفيع المستوى أنه بعد فرض هذه الرسوم، من المحتمل أن يتم تخفيف بعضها، وقد يتم منح "إعفاءات" لبعض القطاعات الاقتصادية، مثل صناعة السيارات.

وكشف هوارد لوتنيك، وزير التجارة الأمريكي، أن الرئيس ترامب كان يفكر في تخفيف الضغط على بعض القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك قطاع السيارات.

وفي الوقت نفسه، يعتقد اقتصاديون في بنك إنجلترا أن التأثير الأكبر للحرب التجارية قد يكون في انخفاض الإنتاجية، التي تُعد مقياسًا رئيسيًا لكفاءة الاقتصاد. 

وأوضح هوو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، أن انقطاع "مشاركة المعلومات عبر الأطلسي" قد يؤدي إلى تباطؤ في نمو الإنتاجية، مما قد يعوق التوسع الاقتصادي من دون أن يرفع التضخم.

وأضاف بيل: "كل هذه الاضطرابات ترتبط بمشاركة المعلومات ورأس المال على مستوى عالمي، وهذه العوامل من شأنها أن تؤدي إلى تقليص نمو الإنتاجية".

ويواصل بنك إنجلترا متابعة مجموعة من البيانات لتحليل تأثير هذه الاضطرابات التجارية على الاقتصاد البريطاني، مع التركيز على أسعار الواردات. وتشمل التوقعات أيضًا تأثير الزيادة المرتقبة في رسوم التأمين الوطني على الشركات، التي قد ترفع تكاليفها بنحو 2%.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

التالي صادق خان يكشف عن خطة نمو جديدة: 11 ألف جنيه إسترليني إضافية لكل لندني بحلول 2035