ثلث أطباء "NHS" في بريطانيا مرهقون لدرجة تؤثر على علاج المرضى
عرب لندن
كشف استطلاع حديث أن واحدًا من كل ثلاثة أطباء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) يعاني من إرهاق شديد يؤثر على قدرته في علاج المرضى، نتيجة لساعات العمل الطويلة، ونقص الكوادر الطبية، وزيادة الضغط على الخدمات الصحية.
ووفقًا للاستطلاع الذي أجرته وحدة الدفاع الطبي (MDU)، أفاد 35% من الأطباء بأن إرهاقهم الشديد أثر على جودة الرعاية الطبية التي يقدمونها، فيما قال 34% إن الإجهاد قد ينعكس سلبًا على أدائهم. كما ذكر 26% منهم أن الإرهاق أدى إلى وقوع أخطاء طبية أو كاد أن يتسبب في ذلك.
الإرهاق يتجاوز مستويات جائحة كورونا
حسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" أظهرت نتائج الاستطلاع أن مستوى الإرهاق بين الأطباء ازداد بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2022. فقد ارتفعت نسبة الأطباء الذين يشعرون بالحرمان من النوم يوميًا أثناء العمل من 9% في 2022 إلى 22% في 2025. كما زادت نسبة الذين أكدوا أن الإرهاق أثر على قدرتهم في علاج المرضى من 26% إلى 35% خلال نفس الفترة.
وشمل الاستطلاع توثيق 69 حالة كادت أن تلحق ضررًا بالمرضى بسبب الإرهاق، بالإضافة إلى 17 حالة تعرض فيها المرضى لأذى حقيقي. وبالمقارنة مع عام 2022، سُجلت حينها 40 حالة قريبة من التسبب بضرر، وسبع حالات تعرض فيها المرضى لأذى، رغم أن عدد الأطباء الذين شملهم الاستطلاع كان أكبر.
حذر الدكتور أودفيثا نانداسوما، رئيس الخدمات الاستشارية في MDU، من خطورة نتائج الاستطلاع، مؤكدًا أن الضغوط المستمرة على الأطباء خلال السنوات الثلاث الماضية أثرت بشكل خطير على صحتهم النفسية وجودة رعاية المرضى.
وقال: "عندما يتعرض المرضى للأذى بسبب إرهاق الأطباء، يكون التعب أمرًا شائعًا لدرجة أنه قد لا يُؤخذ في الاعتبار كعامل مساهم، مما قد يؤدي إلى تحميل الطبيب وحده المسؤولية".
وأشار إلى أن 38% من الأطباء الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم نادرًا ما يحصلون على فترات راحة خلال نوبات عملهم، بما في ذلك وقت الغداء، وهو ما وصفه بأنه "وضع غير مستدام".
من جانبها، قالت سوزانا باسيل، الرئيسة التنفيذية المؤقتة لجمعية "أطباء في ضائقة"، إن الأطباء يعانون من إرهاق شديد بعد العمل، مما يمنعهم من الحصول على قسط كافٍ من الراحة قبل بدء نوباتهم الجديدة، ويزيد من خطر الاحتراق الوظيفي.
وأكدت على ضرورة إعطاء الأولوية لفترات الراحة وضمان احترامها، قائلة: "يجب ألا يقتصر الأمر على توفير أماكن للنوم والاستراحة، بل يجب أيضًا تعديل جداول العمل بحيث تحمي أيام الراحة غير المخصصة للعمل".
وأقرت الحكومة بأن الأطباء يعانون من ضغوط العمل منذ سنوات، مشيرة إلى أنها ورثت هيئة خدمات صحية تعاني من أنظمة وبنية تحتية "معطلة"، مما يزيد من صعوبة وظائف الأطباء.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "نعمل على تحسين أوضاع هيئة الخدمات الصحية الوطنية من خلال استثماراتنا وإصلاحاتنا، لجعلها بيئة أفضل للعمل، مما يمكن الطاقم الطبي من تقديم خدمات عالية الجودة للمرضى".
وأضاف أن الحكومة ستعلن عن خطتها المحدثة لدعم القوى العاملة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية خلال الصيف المقبل، ضمن استراتيجيتها طويلة الأمد لضمان استدامة النظام الصحي.