عرب لندن
يستعد ركاب القطارات ومترو الأنفاق في لندن لمواجهة ارتفاع جديد في أسعار التذاكر بنسبة 4.6% اعتبارًا من الأحد، ما يزيد من الأعباء المالية على المسافين اليوميين.
وأُقرت هذه الزيادة بموافقة الحكومة ورئيس بلدية لندن، صادق خان، العام الماضي، على أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 2 مارس. وبموجبها، سترتفع تكلفة رحلة مترو داخل المنطقة 1 من 2.80 إلى 2.90 جنيه إسترليني في أوقات الذروة، ومن 2.70 إلى 2.80 جنيه إسترليني خارج أوقات الذروة. كما ستزداد تكلفة الرحلات من المنطقة 1 إلى المنطقة 4 بمقدار 20 بنسًا، لتصل إلى 4.60 جنيه إسترليني في أوقات الذروة و3.40 جنيه إسترليني خارجها.
ووفقًا لما ورد في موقع “ذا ستاندرد” The Standard، فإن هذه الزيادة تنهي جزئيًا التجميد السابق لأسعار مترو الأنفاق، الذي أعلنه صادق خان قبل انتخابات عمدة لندن 2024. وفي المقابل، ستظل أسعار حافلات لندن ثابتة عند 1.75 جنيه إسترليني، ما يجعلها الأرخص في البلاد، بينما ستشمل الزيادة خدمات إليزابيث لاين، لندن أوفرغراوند، ودي إل آر.
وإلى جانب المترو، سترتفع أسعار تذاكر السكك الحديدية “المنظمة” التي تحددها الحكومة بنسبة 4.6%، وتشمل تذاكر التنقل اليومية والموسمية، باستثناء تذاكر الدرجة الأولى والتذاكر المحجوزة مسبقًا التي تحددها شركات القطارات. ووصفت الحكومة هذه الزيادة بأنها الأدنى خلال السنوات الثلاث الماضية، في حين يبلغ معدل التضخم الحالي 3%.
وأوصت منصات حجز التذاكر، مثل "Trainline"، الركاب بتجديد تذاكرهم الموسمية وبطاقات Railcards قبل موعد الزيادة لتجنب الأسعار الجديدة، حيث سترتفع تكلفة بطاقات Railcards لمدة عام واحد بمقدار 5 جنيهات إسترلينية، ولثلاث سنوات بمقدار 10 جنيهات إسترلينية.
هذا وواجهت الزيادات الجديدة انتقادات حادة، حيث وصف بروس ويليامسون، من منظمة "Railfuture"، الوضع بأنه "عقاب للركاب" وتحفيز لاستخدام الطرق المزدحمة والملوثة على حساب وسائل النقل العام الصديقة للبيئة. وأضاف: "إذا تمكنت الحكومة من تجميد ضريبة الوقود، فيمكنها أيضًا تجميد أسعار السكك الحديدية. متى سيحصل الركاب على استراحة؟".
وتأتي هذه الزيادات في ظل اعتراف هيئة النقل في لندن (TfL) بأن أعداد الركاب لا تنمو بالمعدل المتوقع، حيث سجلت خدماتها زيادة بنسبة 1.6% فقط في عدد الرحلات منذ أبريل الماضي، مقارنةً بالهدف البالغ 6%. وارتفع الإقبال على مترو الأنفاق بنسبة 3.1%، في حين بقيت أعداد ركاب الحافلات دون تغيير، بل انخفضت بنسبة 1.2% على خطوط السكك الحديدية التابعة لهيئة النقل.
وأظهرت بيانات الهيئة أن عدد الركاب لا يزال عند 93% من مستويات ما قبل الجائحة، مع تراجع واضح في حركة التنقل أيام الجمعة رغم محاولات عمدة لندن تخفيض الأسعار لجذب العمال إلى وسط المدينة.
وفي الوقت نفسه، أعلنت TfL عن زيادة بنسبة 7.5% في أجور سيارات الأجرة السوداء اعتبارًا من أبريل، في خطوة تهدف إلى الحد من تراجع أعداد السائقين في القطاع.
ومع استمرار التحولات في أنماط التنقل والعمل، يواجه قطاع النقل في لندن تحديات متزايدة في تحقيق التوازن بين تحسين الإيرادات وتشجيع استخدام وسائل النقل العام.