عرب لندن

كشفت رسائل بريد إلكتروني مسربة عن تعرض الجامعات البريطانية لضغوط سياسية دفعتها إلى تبني نهج أمني مشابه لذلك المتبع في الجامعات الأميركية، وذلك خلال الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.

ووفقًا لما ورد في موقع “الغارديان” Guardian، أظهرت التقارير أن الطلاب في المملكة المتحدة تعرضوا لإجراءات تأديبية مشددة، بما في ذلك استدعاء الشرطة لمظاهرات سلمية وفرض شروط صارمة للإفراج عنهم، مما أثار انتقادات لاستراتيجية القمع المتبعة.

وتشير إحدى رسائل البريد الإلكتروني التي كتبها أوليفر كوران، رئيس جمعية ضباط الأمن الرئيسيين في الجامعات (Aucso)، إلى حملة ضغط ناجحة قادها مسؤولو أمن الجامعات. وجاء في الرسالة، التي حصلت عليها Liberty Investigates وشاركتها مع صحيفة الغارديان، أن كوران اجتمع مع ممثلي جامعات المملكة المتحدة بعد زيارته لمؤتمر أمني في نيو أورليانز، حيث أعرب عن قلقه من عدم تلقي رؤساء الشرطة الأميركية الدعم الكافي خلال تعاملهم مع الاحتجاجات.

وأضاف كوران أنه فور عودته إلى المملكة المتحدة، تواصل مع نواب المستشارين في الجامعات لضمان حصول أعضاء Aucso على الدعم المستمر. وأكد أن الردود كانت "مطمئنة للغاية".

في المقابل، نفى متحدث باسم جامعات المملكة المتحدة صحة هذا الوصف للاجتماع، مشيرًا إلى أن Aucso دُعيت لتقديم رؤى حول التعامل مع الاحتجاجات.

وفي خطوة أخرى تعكس التعاون الوثيق بين الأمن الجامعي في البلدين، كشف كوران عن خطط لتنظيم ورش عمل مشتركة بين مسؤولي أمن الجامعات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، استعدادًا لموجة ثانية محتملة من الاحتجاجات مع بداية العام الدراسي الحالي.

ووفقًا لتحقيق أجرته Liberty Investigates وSky News، فقد واجه 113 طالبًا وموظفًا في 28 جامعة بريطانية تحقيقات تأديبية مرتبطة بالاحتجاجات المؤيدة لفلسطين منذ 7 أكتوبر الماضي. كما تلقت تسع جامعات إحاطات أمنية من شركات استخبارات خاصة، من بينها Horus Security Ltd وMitie Intelligence Hub.

وأثارت هذه التطورات مخاوف دولية، حيث وصفت جينا روميرو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحرية التجمع السلمي، هذه الإجراءات بأنها "تحول مفاجئ للجامعات إلى بيئة معادية للتعبير الحر".

وفي السياق ذاته، قال كيفن بلو، منسق الحملات في شبكة مراقبة الشرطة، إن "محاولة استلهام الأساليب الأمنية من الولايات المتحدة أمر مقلق للغاية"، مشددًا على أن "الولايات المتحدة ليست نموذجًا يُحتذى به في هذا المجال".

وتكشف الوثائق أيضًا عن إنشاء Aucso "مجموعة مصالح خاصة للاحتجاج والتجمع" في مايو/أيار الماضي، حيث نصح المشاركون بضرورة انتقاء كلماتهم عند تسجيل معلومات حول الاحتجاجات، خشية خضوعها لطلبات الكشف بموجب قانون حرية المعلومات.

وتضمنت إحدى الرسائل الإلكترونية، التي كشفت عنها جامعة كوفنتري، عرضًا من شركة Horus Security Ltd لتقديم تحديثات يومية حول تطورات الاحتجاجات وأعداد المشاركين فيها.

ومن جانبها، أكدت Aucso أنها لا تتحكم في قرارات أعضائها بشأن التعاقد مع شركات الاستخبارات الخاصة، مشددة على ضرورة تبني نهج أمني "هادئ" يضمن سلامة الاحتجاجات.

أما جامعات المملكة المتحدة، فقد أكدت التزامها بالتوازن بين حرية التعبير وسلامة الحرم الجامعي، مشيرة إلى أنها ملزمة قانونيًا بمنع خطاب الكراهية والعنصرية.

السابق وصفة طبية خاطئة تحوّل امرأة إلى مدمنة ألعاب.. وتعويض بـ170 ألف جنيه إسترليني!
التالي وزارة الداخلية البريطانية متورطة في فضيحة جمع بيانات بريطانيين دون إذنهم أثناء فحص المهاجرين