عرب لندن

أكد رئيس هيئة Ofsted البريطانية، مارتن أوليفر، أن العمل من المنزل الذي أصبح شائعًا بعد جائحة كورونا يؤثر بشكل مباشر على معدلات حضور الطلاب في المدارس.

وفي حديثه لصحيفة "صنداي تايمز" Sunday Times، أوضح أوليفر أن التغييرات التي طرأت على أنماط العمل منذ الجائحة أدت إلى تحول في سلوكيات التلاميذ تجاه المدرسة. وقال: "إذا كان والداي في المنزل طوال اليوم، فهل سأكون متحمسًا لمغادرة المنزل بينما هما هناك؟ ربما أفضل البقاء معهما."

وأشار أوليفر، الذي سبق أن عمل مدرسًا للفنون ومديرًا لمدرسة ثانوية، إلى أن الأطفال اعتادوا خلال فترة الإغلاق على البقاء في المنزل لفترات طويلة، مما أثر على رغبتهم في الذهاب إلى المدرسة حتى بعد استئناف التعليم الحضوري.

ووفقًا للإحصاءات الرسمية، فإن نحو سدس طلاب المرحلة الابتدائية وربع طلاب المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية يتغيبون بشكل مستمر، أي أنهم يفوتون يومًا دراسيًا واحدًا على الأقل كل أسبوعين. كما أظهرت البيانات أن معدلات الغياب المستمر في المدارس الثانوية الحكومية ارتفعت من 13% في عام 2018-2019 إلى 24% في 2022-2023.

وأضاف أوليفر أن عوامل أخرى، مثل تدهور الصحة العقلية، والقلق، والاكتئاب، ونقص تمويل الخدمات المدرسية – بما في ذلك دعم الممرضات وأخصائيي علم النفس للأطفال – قد ساهمت أيضًا في انخفاض معدلات الحضور.

وعلى الرغم من أن بعض المدارس تسمح بنظام "التعليم المرن"، حيث يمكن للطلاب الدراسة من المنزل لجزء من الأسبوع، أكد أوليفر أن يوم الجمعة يُعد الأسوأ من حيث معدلات الحضور. وفي وستمنستر، حيث يقع مقر هيئة Ofsted، أشار إلى أن المدينة تبدو خالية مساء الخميس بسبب مغادرة العديد من الموظفين مبكرًا للعمل عن بُعد.

وقال أوليفر: “تطوير عادات اجتماعية جيدة، مثل الاستيقاظ في الصباح، وارتداء الملابس المناسبة، والذهاب إلى العمل أو المدرسة، يعد جزءًا أساسيًا من بناء الروتين اليومي. هذه العادات تؤثر على الالتزام بيوم دراسي أو يوم عمل كامل.”

وفي حين أن بعض الشركات الكبرى مثل جي بي مورجان، وأمازون، وبوتس، طلبت من موظفيها العودة إلى المكاتب بدوام كامل، إلا أن العديد من المؤسسات لا تزال تعتمد نظام العمل المرن، حيث يُطلب من الموظفين الحضور إلى المكتب ثلاثة أيام أسبوعيًا على الأقل.

هذا واعتبر أوليفر أن ثقافة العمل من المنزل ستستمر، مما سيشكل تحديات للمدارس في المستقبل. وأضاف: "هناك أشياء رائعة يمكن إنجازها بكفاءة خلف الشاشات، ولكن لا يمكن إنكار أن التفاعل الاجتماعي بين الأطفال والبالغين داخل المدرسة يعد أحد أهم مزايا التعليم الحضوري."

السابق أول طعن قانوني ضد التعديلات الجديدة في قواعد الجنسية البريطانية
التالي لاجئ عراقي يحصل على الإقامة في بريطانيا بعد رفض والدته تسليمه هويته